محلية
الرئيس هادي: لن يكون اليمن بخير والمليشيات المتطرفة تقتل وتهاجم وتحاصر شعبنا
ريبون / سبأ
قال فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ” إن السلام يقتل في اليمن علي يد المليشيات الحوثية ومن ورائها الدعم الايراني اللامحدود والذي يقف كل العالم أمامه دون حراك، وإن جهود السلام تتحول يوما إثر يوم في ذهن الشعب اليمني إلى جهوداً غير ملموسة وبيانات لا توقف ارهاب ولا تمنع مزيداً من القتل والدمار ولا تحقق سوى الاستهتار والعبث من قبل تلك الميليشيات”.
واضاف فخامته في خطابه الذي وجهه، مساء اليوم، لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بمناسبة العيد الـ 58 لثورة الـ 14 من اكتوبر المجيدة ” إن استمرار هذه الميليشيات بالقتل والهجوم والحصار والعنف والإرهاب يحدد بشكل واضح موقفها من السلام ومن جهود الأمم المتحدة ومن المبادرات المطروحة للسلام”.
واشار رئيس الجمهورية، الى إن حصار العبدية في مارب من قبل المليشيات الحوثية وفيها قرابة خمسة وثلاثون ألف مواطن مدني وخمسة الاف اسرة لأكثر من عشرين يوما، دون اي سماح لعلاج او غذاء يكشف عن همجية قذرة وسلوك ارهابي لا ينتمي لقيم الحرب ولا أخلاقيات اليمنيين فضلاً عن القانون الدولي الانساني.. لافتاً الى ان كل هذا يحدث في الوقت الذي تمد مارب كل البلاد بالغاز والنفط ومتطلبات الحياة، وتمنحهم الحياة في الوقت الذي يعطونها الموت.
واكد فخامة الرئيس، ان الوفاء لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر يفرض على شعبنا في طول البلاد وعرضها أن يرص الصفوف ويجمع الشتات ويوحد الكلمة للتصدي لهذا المشروع المدمر وهذه العصابة الباغية وتلك الافكار الهمجية التي تقوم على ثقافة السلالية والعرقية والطائفية.
كما اكد رئيس الجمهورية، إن عودة الحكومة إلى عدن رغم كل الظروف يحتاج الى ان تتحد الجهود لإنجاح مهامها خدمة لأبناء الشعب وازالة كافة العراقيل التي تمنع وتعطل الحكومة من القيام بدورها، ولابد أن يكون تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض أولوية لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز مؤسسات الدولة.. منوهاً إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد عصيبة وقاهرة، ونتابع لحظة بلحظة هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب جهداً جماعياً موحداً، ونتطلع لدعم الاشقاء والاصدقاء، كما ان الظروف الأمنية تقتضي ان نواجهها بكل ثبات وحزم.
وقال فخامته “إنها مسئوليتنا جميعاً حكاماً ومحكومين، رجالاً ونساء، شمالاً وجنوبا، أن نحافظ على بلدنا وان نوحد جهدنا وان ننتصر لقيم الثورة ولنضالات الثوار وتضحياتهم، فلن يكون اليمن بخير وهذه الميليشيات المتطرفة الارهابية تقتل وتهاجم وتحاصر شعبنا في مأرب وشبوة والضالع وتعز والبيضاء وكل اليمن”.
فيما يلي نص خطاب فخامة رئيس الجمهورية:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الامين وعلى اله وصحبه وسلم ..
أيها الشعب اليمني الأبي:
نحتفي اليوم جميعاً بذكرى اعياد الثورة اليمنية المجيدة اكتوبر ونوفمبر، فهذا هو يوم الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة ، بعد احتفالنا بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، الثورتان اللتان شكلتا الشخصية اليمنية الجديدة الحرة والمتمردة على الاستبداد و الاستعمار وعلى الطغيان و الكهنوت.
إن ثورة الرابع عشر من اكتوبر هي الثورة التي أخضعت المستعمر للإرادة الحرة للشعب الذي استعصى على الاخضاع والتهميش والخداع واللؤم السياسي الذي مارسه المستعمر ضد ابناء شعبنا في جنوب الوطن، ومع تجدد احتفائنا واحتفالنا بها كل عام تتعزز في نفوسنا مشاعر الفخر والاعتزاز بهذه المناسبة ونتذكر النضال والمناضلون بأهدافهم العظيمة وامكانياتهم البسيطة وعزائمهم الجبارة ، نتذكر الانتصار لارادة شعبنا اليمني بعد نضال شاق وطويل وكفاح عظيم .
كانت الثورة عظيمة ، إنها عظيمة برجالها، وعظيمة بقيمها ، وعظيمة بتضحياتها ، فذكرى ثورتنا المجيدة تمكنت من تغيير واقع الحياة لجموع ابناء الوطن وحققت تغييرات جوهرية وجذرية في جميع المجالات لتضع وطننا على خريطة العالم السياسية كما يجب ان يكون ، حراً مستقلاً كريماً ، وتبدأ مسيرة جديدة من العمل الوطني لتحقيق آمال شعبنا في إحداث تحولات نوعية سياسياً واقتصادياً واجتماعيا.
وفي هذه المناسبة الوطنية الخالدة نتذكر وبكل اعتزاز رموز ثورتنا المجيدة من قيادات وفدائيين وجنود مجهولين قدموا ارواحهم رخيصة في سبيل انتصار الوطن وإعلاء رايته وإرساء دعائم أمنه واستقراره، نتذكر قيم الثورة العظيمة وأهدافها النبيلة وطريقها الصعب نحو الاستقلال والحرية ، ونستمد من كل ذلك العزم والصبر والبصيرة وقيم النضال من اجل الحرية والاستقلال.
وعلى نفس الطريق سنظل مع اجيالنا المتعاقبة نقدم حياتنا رخيصة في سبيل مواصلة التمسك والانتصار لقيم واهداف ثورتنا المجيدة للتأكيد على ان بلدنا غنية بأبنائها الأوفياء جيلاً بعد جيل .
ايها الشعب اليمني العظيم:
لقد مر من عمر ثورتنا المجيده عقوداً من الزمن ، انتصر فيها شعبنا لارادته وارغم الاستعمار على الرحيل مهزوماً مكسوراً، إلا اننا اليوم لازلنا نواجه تحديات جديدة ، لعل أخطرها وأكثرها ضرراً تلك الميليشيات الحوثية الايرانية التي أسقطت الدولة وانقلبت على الاجماع الوطني وهاجمت المدن الآمنة واستخدمت السلاح ضد ابناء شعبنا وفككت النسيج الاجتماعي لأهداف رخيصة.
إن هذا التحدي وقد استطال أكثر مما يجب وقد أمعن في القتل والإجرام أكثر مما يمكن احتماله ، وقد طمع في ابتلاع البلاد شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وقد دمر السياسة والاقتصاد والدولة والمؤسسات سعيا لإقامة نظام بغيض يقوم على ثقافة غير وطنية وهوية غير يمنية ونظام غير جمهوري يقوم على نقل التجربة الايرانية البغيضة ليمارس الاستعباد والاقصاء والعنف والإرهاب.
إن الوفاء لثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من اكتوبر يفرض على شعبنا في طول البلاد وعرضها أن يرص الصفوف ويجمع الشتات ويوحد الكلمة للتصدي لهذا المشروع المدمر وهذه العصابة الباغية وتلك الافكار الهمجية التي تقوم على ثقافة السلالية والعرقية والطائفية.
إنها مسئوليتنا جميعاً حكاماً ومحكومين ، رجالاً ونساء ، شمالاً وجنوبا ، أن نحافظ على بلدنا وان نوحد جهدنا وان ننتصر لقيم الثورة ولنضالات الثوار وتضحياتهم، فلن يكون اليمن بخير وهذه الميليشيات المتطرفة الارهابية تقتل وتهاجم وتحاصر شعبنا في مأرب وشبوة والضالع وتعز والبيضاء وكل اليمن.
يا ابناء شعبنا اليمني الصابر:
إن استمرار هذه الميليشيات بالقتل والهجوم والحصار والعنف والإرهاب يحدد بشكل واضح موقفها من السلام ومن جهود الأمم المتحدة ومن المبادرات المطروحة للسلام.
إن حصار العبدية في مارب وفيها قرابة خمسة وثلاثون الف مواطن مدني وخمسة الاف اسرة لأكثر من عشرين يوما ، دون اي سماح لعلاج او غذاء يكشف عن همجية قذرة وسلوك ارهابي لا ينتمي لقيم الحرب ولا أخلاقيات اليمنيين فضلاً عن القانون الدولي الانساني.
كل هذا يحدث في الوقت الذي تمد مارب كل البلاد بالغاز والنفط ومتطلبات الحياة، إنها تمنحهم الحياة في الوقت الذي يعطونها الموت.
إن الشعب اليمني يثق بأبطال العبدية ورجالها الأحرار، انهم يخوضون معركة الكرامة والحرية ومعهم كل رجالات مارب واليمن الاحرار، وإن استمرار الميليشيات في تجاهل الدعوات الدولية للسلام هو استمرار لسياسة الاستهتار واستمرار لسياسة العنف والارهاب وفرض الامور بالقوة.
ونستغرب ان يقف المجتمع الدولي عاجزاً عن ممارسة اي ضغوط ضد طرف يعتدي ويقتل ويتباهي بالقتل والحصار أمام العالم كله ويرفض دعوات السلام ووقف الدم.
إن السلام يقتل في اليمن علي يد الميليشيات الحوثية ومن ورائها الدعم الايراني اللامحدود والذي يقف كل العالم أمامه دون حراك، وإن جهود السلام تتحول يوما إثر يوم في ذهن الشعب اليمني إلى جهوداً غير ملموسة وبيانات لا توقف ارهاب ولا تمنع مزيداً من القتل والدمار ولا تحقق سوى الاستهتار والعبث من قبل تلك الميليشيات.
ابناء الوطن الكرام:
إن التحديات كبيرة والخطر يتعاظم والكلفة تكبر يوماً بعد يوم والشعب اليمني يعاني اكثر من كل وقت مضى ، ونحن نعاهد شعبنا على أن نظل على الوفاء كما عهدنا شعبنا اليمني دوماً على قدر ومستوى تلك المسئوليات العظيمة ، ثابتين على قيم الانتماء والولاء المقدس للوطن وللثوابت الوطنية ولتطلعات الشعب اليمني الحر ولن نحيد عن اهدافه وآماله في الخلاص من براثن المليشيا الايرانية وستخمد بأرادة الله وعزيمة الابطال كل بؤر الفتن ومساوئ الانقلاب الحوثي الذي اثقل كاهل الوطن والمواطن.
إن رهاننا كبير على شعبنا أولاً وعلى تضحياته وصبره وثباته ورفضه للمشاريع الدخيلة على هويته وتاريخه، ونراهن على ثبات وصمود ابطال الجيش الوطني البطل وهم يقدمون التضحيات ويسطرون انصع الصفحات من أجل هذا الوطن في كل ربوع بلدنا الحبيب، ونراهن على صدق الموقف الاخوي الشجاع من التحالف الداعم للشرعية بقيادة الاشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة وكل ماقدموه ويقدمونه في معركة اليمن لحمايتها من التغول الايراني وأدواته، ونراهن على كل صوت حر في هذا العالم ينتصر للحقيقة ضد العنف والارهاب والقتل والجريمة.
شعبنا العزيز:
أننا جميعاً شركاء في هذا الوطن ومسئولين عن تحقيق تقدمه وازدهاره في مختلف المواقف والظروف انطلاقاً من قيمنا واهداف ثورتنا الخالدة، نناضل في ميادين العزة والشرف والبطولة دفاعاً عن وطننا وعقيدتنا وثوابتنا الوطنية ونناضل بذات الوقت لتوفير حياة وعيش كريم لهذا الشعب الصابر المرابط الابي.
إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد عصيبة وقاهرة، ونتابع لحظة بلحظة هذا الوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب جهداً جماعياً موحداً، ونتطلع لدعم الاشقاء والاصدقاء، كما ان الظروف الأمنية تقتضي ان نواجهها بكل ثبات وحزم .
إن عودة الحكومة إلى عدن رغم كل الظروف يحتاج الى ان تتحد الجهود لإنجاح مهامها خدمة لأبناء الشعب وازالة كافة العراقيل التي تمنع وتعطل الحكومة من القيام بدورها ، ولابد أن يكون تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض أولوية لضمان الاستقرار الأمني والاقتصادي وتعزيز مؤسسات الدولة .
تحية لثوار اكتوبر
وتحية لمناضلي اكتوبر وشهدائها العظام
وتحية لأبطال اليوم الذين يضحون في سبيل الوطن بدمائهم الطاهرة
وتحية لمارب التاريخ، تحية تليق بمارب وموقفها ورجالها ومناضليها وكل احرارها الذين يقفون سداً منيعاً لحماية الوطن والجمهورية والحرية.
وتحية لكل الابطال من ابناء المقاومة ورجال القبائل وكل من يقاوم من اجل وطنه في كل الارض اليمنية.
الرحمة لشهدائنا الابرار الذين يضيئون الطريق بدمائهم .
الشفاء لجرحانا الابطال.
الحرية للمعتقلين والمختطفين
المجد كل المجد لليمن الاتحادي العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.