محلية
واشنطن تغير خطتها تجاه الحوثيين من التفهم إلى الضغط
ريبون / متابعات
كما انعكس تعثّر الحوار مع إيران حول الملف اليمني على استراتيجية واشنطن المتعقلة باليمن والتي كانت تسعى لحلها ضمن صفقة شاملة مع طهران تشمل عددا من الملفات الساخنة في المنطقة.
ويقوم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستين بجولة في المنطقة تشمل الإمارات والبحرين ولا يبدو أنها بعيدة عن التحركات الأميركية المتصلة بإيران واليمن، وخصوصا وأنها تتزامن مع زيارة جديدة يقوم بها المبعوث الأميركي إلى اليمن تيم ليندركينغ تشمل السعودية والبحرين.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها إن المبعوث “سينضم إلى فريق مشترك بين الوكالات لتنسيق مقاربات الأمن الإقليمي ومجموعة واسعة من المخاوف المتعلقة بإيران، كما سيجتمع مع كبار المسؤولين لمناقشة الجهود المبذولة لدفع عملية سلام شاملة في اليمن بقيادة الأمم المتحدة وتقديم الإغاثة الفورية للشعب اليمني”.
وتأتي التحركات الأميركية مع بروز مؤشرات على إدراج الكونغرس الأميركي الحوثيين مجددا على قائمة المنظمات الإرهابية في أعقاب قيام الجماعة باقتحام مبنى السفارة الأميركية في صنعاء واحتجاز العشرات من العاملين في السفارة ونهب بعض متعلقاتها.
وعلى الرغم من انتقاد الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتحالف العربي لاتفاق السويد إلا أن جميع الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة في أواخر العام 2018 مازالت تعلن تمسكها به خوفا من عواقب تعرضها لعقوبات دولية نتيجة لحالة الإحباط التي يعاني منها المجتمع الدولي وانسداد آفاق الحل السياسي.
وفي تصريح لـ”العرب” توقع الباحث العسكري اليمني وضاح العوبلي أن يراوح اتفاق السويد مكانه لفترة طويلة خصوصاً إذا استمرت سياسة الدلال الأممية والدولية تجاه الحوثي، مشيرا إلى أن بعض نقاط هذا الاتفاق وبنوده لن ترى النور إلا بضغط عسكري نوعي يحقق تغييراً فعلياً على الأرض، بالتوازي مع ضغط سياسي أممي ودولي موجه ومكثف على الحوثي.
واعتبر العوبلي أن “المعطيات الأخيرة لا تُبشر بأن الحوثي ماضٍ باتجاه السلام، ولا يبدو أنه يؤسس للذهاب بهذا الاتجاه، ولا حتى يناور مجرد مناورة، وها نحن نراه يتحدث بوضوح بأنه وميليشياته ماضون نحو ما يسمونه تحرير كامل التراب اليمني من اليمنيين”.
وعن علاقة التحركات العسكرية الأخيرة بالمسار السياسي ومستقبل اتفاق السويد قال العوبلي “توقعنا أن تكون الخطوات التي نفذتها قوات التحالف مؤخراً والتي بدأتها بمغادرة محافظات “شبوة وعدن والمهرة” وما تلاها من إعادة التموضع وتنفيذ إعادة الانتشار من جانب واحد وفق ما نص علية اتفاق ستوكهولم بداية لإثبات حُسن النوايا وإبطال مزاعم الحوثي بأنه يقاتل لإخراج القوات الأجنبية من اليمن”.
واستدرك مؤكدا أن “الحوثي مازال مستمرا بتصعيده العسكري في أكثر من جبهة، وزاد على ذلك بانتشار ميليشياته في المناطق التي انسحبت منها القوات المشتركة في الساحل، وهو بهذا يبعث رسالة واضحة إلى الجميع بأنه مستمر في الحرب، وقد بدأ مؤخراً بالتلويح بالذهاب إلى أبعد من ذلك باختلاق فزاعات ‘التواجد الإسرائيلي في البحر الأحمر وجزيرة سقطرى’ ليشرعن استمراريته في الحرب تحت عناوين متعددة”.
من جهته يؤكد الباحث السياسي اليمني ماجد الداعري أن “اتفاق السويد دفن تحت رمال الدريهمي والتحيتا التي سيطر عليها الحوثي بعد الانسحاب المثير للجدل للقوات المشتركة منها بحجة إعادة الانتشار وفق خطة قيادة التحالف”.
ويشير الداعري في تصريح لـ”العرب” إلى أن “أيّ تحركات دولية لا تركز على إحياء معركة استعادة الحديدة فهي تصبّ في صالح الحوثي سياسيا وتفاوضيا كونه الكاسب الوحيد من تطورات التحركات على الأرض وأيّ إعادة إحياء باتفاق ستوكهولم يعني الإبقاء على واقع الأرض لصالح الحوثيين الذين دفنوا الاتفاق بتقدمهم للسيطرة على الأرض دون أيّ اعتبار للاتفاق”.
وعمّق التصعيد العسكري الحوثي في مأرب واستمرار إرسال الصواريخ والطائرات المسيرة نحو الأراضي السعودية وفشل جميع جهود الوساطة التي قادتها واشنطن ومسقط والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في إقناع الحوثيين بوقف التصعيد والقبول بالمبادرة الأممية، من حالة الإحباط الدولية تجاه حلحلة الأزمة اليمنية.