محلية

في حوار مع الاندبندنت عربية .. محافظ شبوة “العولقي” يكشف موقفه من عدد من الملفات الشائكة (حوار)

ريبون نيوز ٢ مارس ٢٠٢٢

ريبون نيوز ٢ مارس / اندبندنت عربية – جمال شنيتر

 

كشف محافظ محافظة شبوة “عوض ابن الوزير العولقي” عن موقفه من الانفصال والوحدة.

 

وأكد العولقي في حوار مع صحيفة اندبندنت عربية أن شبوة ستكون جزءاً من أي مشروع يطرح عندما تستقر الظروف سواءً مشروع الانفصال او نظام الأقاليم.

 

وأشار “العولقي ” إلى أنه عمل منذ تسلمه السلطة في شبوة على تهدئة النفوس وأنه تواصل مع جميع القوى السياسية والاجتماعية بالمحافظة بما فيها المجلس الانتقالي.. مشيراً إلى أنه أكد على أن شبوة للجميع وان الحرية السياسية مكفولة للجميع حسب الانظمة والقوانين.

 

وإليكم نص الحوار من اندبندنت عربية:

 

تحتل محافظة شبوة موقعاً استراتيجياً مهماً بتوسطها محافظات اليمن، وهي ثالث أكبر المحافظات مساحة، تزيد قليلاً على 47 ألف كم، وتطل على ساحل البحر العربي جنوباً لمسافة 200 كم، وفيها مشروع الغاز الطبيعي المسال الذي يعد أكبر مشروع اقتصادي على مستوى الجمهورية، كما يوجد بها عدد من الحقول النفطية أهمها جنة والعقلة وعياذ.

 

كل هذا جعل منها مركز صراع كبير بين قوى الشرعية من جهة، والميليشيات الحوثية التي أعادت السيطرة على الأجزاء الشمالية الغربية منها منتصف سبتمبر (أيلول) من العام الماضي من جهة أخرى، في فترة شهدت المحافظة صراعاً سياسياً حاداً على السلطة المحلية فترة المحافظ السابق محمد صالح بن عديو.

 

العولقي من المعارضة إلى المنصب

 

وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، ازدادت حركة الاحتجاجات ضد سلطة المحافظ بن عديو، لتزداد وتيرة الاحتجاجات، وكانت أبرز الوجوه التي التحقت بتلك الاحتجاجات الشيخ القبلي عوض بن الوزير العولقي الذي قاد حركة المعارضة من معقل مشيخته بلدة نصاب، وبعد شهرين من حركة اعتصامات شعبية متواصلة، أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قراراً بتعيين الشيخ العولقي محافظاً للمحافظة.

 

والعولقي سياسي وشيخ قبلي أباً عن جد، من مواليد 12 يونيو (حزيران) 1968، وهو من قبيلة (الدولة) العولقية التي حكمت سلطنة العوالق العليا في فترة ما قبل استقلال جنوب اليمن عن الاحتلال البريطاني.

 

 

في 2003 انتخب عضواً في مجلس النواب اليمني (البرلمان) عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم حينها، ولا يزال حتى الآن يحتفظ بعضويته فيه، وبعد أحداث 2011 عين كأحد مستشاري الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.

 

معركة العزم

 

لم يمر على تعيين العولقي محافظاً لشبوة إلا أياماً معدودات، حتى انتقلت قوات العمالقة الجنوبية من الساحل الغربي لليمن إلى محافظة شبوة شرقاً، وخاضت تلك القوات خلال أقل من أسبوع معارك شرسة في مديرية عسيلان تحديداً وحررتها، ومن ثم حررت مديريتي بيحان وعين على التوالي، وأعلنت تحرير كامل تراب محافظة شبوة.

 

في حوار مع “اندبندنت عربية” يثمن العولقي ما حققته قوات العمالقة بالقول “الذي حدث في شبوة أمر عظيم، بتحريرها خلال فترة وجيزة، ورفع العبث الذي أحدثته جماعة الحوثي الخارجة عن النظام والقانون والسلم الدولي، حتى أن هيمنتها على مديريات شمال غرب شبوة، أثر في المجتمع والبيئة والمنشآت العامة والخاصة، وكان لقوات العمالقة الدور الكبير في دحر الحوثيين من المحافظة، ولا شك أن تضافر الجهود من كل الأطراف ساعد كثيراً على النصر”.

 

 

لكن هذا النصر السريع الذي حققته العمالقة، كان محل تساؤلات لدى الرأي العام المحلي، لا سيما أن القوات الحكومية التي كانت في شبوة فترة الثلاثة الأشهر التي أعقبت سيطرة الحوثي على مديريات شمال غرب المحافظة، لم تخض معركة التحرير.

 

 

عن هذه التساؤلات وسر هذا النصر، يفسر المحافظ الأمر قائلاً “عندما توجد العزيمة والصدق والجدية يأتي الحسم، وعلى العكس عندما تحضر المكايدات السياسية والمصالح الخاصة، فإن ذلك ينقلب على أرض الواقع لا سيما في الحرب، أضف إلى ذلك عدم وجود قادة أكفاء، وارتفاع صوت المناكفات الحزبية والسياسية والولاءات الضيقة التي لا شك أنها لعبت دوراً فيما حدث في المحافظة، وأثر ذلك ليس في شبوة فحسب، بل في الوطن كله، لهذا متى ما وجد الصدق والعزم يأتي النصر”.

 

تطبيع الحياة

 

الضرر الذي أحدثه الحوثي في حربه واحتلاله هذه المحافظة كبير، ويوضح المحافظ “تضرر عدد من المصالح الحكومية والطرقات ومشاريع المياه، بالإضافة إلى ممتلكات المواطنين الشخصية، وتعطلت أعمال المواطنين، وأغلقت المدارس الأساسية والثانوية، وما إن تحقق النصر حتى سارعنا في السلطة المحلية إلى تطبيع الأوضاع في المحافظة، لا سيما في مديريات بيحان الثلاث التي كانت تحت حكم الجماعة الحوثية، فقمنا بإرسال الفرق الحكومية من الكهرباء والمياه والتربية والتعليم والصحة لمعاينة الأضرار، ووضع المعالجات السريعة لبعض منها، فتم إعادة فتح المدارس ومراكز الأمن، وهدأت النفوس وعادت الناس لمزاولة حياتها الطبيعية”.

 

حقول الألغام

 

يرى العولقي أن أكبر الأضرار التي تعانيها اليوم المناطق المحررة هي حقول الألغام “زرع الحوثي عشرات الآلاف من الألغام بمختلف أنواعها وأشكالها في مديريات بيحان وبالذات في عسيلان، مما أحدث ضرراً واسعاً ومعاناة إنسانية كبيرة، فلا تخلو مدينة أو قرية أو طريق من تلك الألغام، ونحن في السلطة المحلية تواصلنا مع أكثر من جهة محلية وعربية ودولية من أجل المساعدة في إزالة هذه الألغام، وبالفعل قام برنامج مسام السعودي وقوات العمالقة، بالإضافة إلى الجهود المجتمعية المحلية، بالتخلص من كثير منها، وتواصل الفرق المختصة عملها، وربما يحتاجون إلى وقت أطول نظراً إلى العدد الهائل من تلك الألغام”.

 

الصراع في شبوة

 

في أغسطس (آب) 2019 نشب صراع سياسي وعسكري بين سلطة محافظ شبوة السابق محمد بن عديو والمجلس الانتقالي، وبعد عدة أيام من المواجهة العسكرية بين قوات الطرفين، حسم الأمر لصالح سلطة المحافظ بن عديو بعد تقهقر قوات المجلس الانتقالي وانسحابها من المحافظة، ومع ذلك ظل الصراع مستمراً بشكل أو بآخر، وتحولت المحافظة إلى ساحة للتجاذبات السياسية، وخلال الأيام الأولى لتعيين العولقي محافظاً، عاد المجلس الانتقالي ليمارس نشاطه السياسي بشكل علني من مدينة عتق مركز المحافظة ومديرياتها.

 

سألت المحافظ، هل يخشى كمحافظ للمحافظة من نشوب صراع بينه وبين المجلس الانتقالي مستقبلاً؟ فكان رده “بالتأكيد عاشت المحافظة قبل قدومنا إليها صراعاً بين السلطة السابقة والمجلس الانتقالي، وعندما أتينا عملنا على تهدئة النفوس، وتواصلنا مع جميع القوى السياسية والاجتماعية بالمحافظة بما فيها المجلس الانتقالي، وقلنا شبوة للجميع، والحرية السياسية مكفولة حسب الأنظمة والقوانين، ولا نريد إقصاء أحد، ووجدنا قيادات واعية من كل الأطراف، ومحافظة شبوة لن تكون من يوحد اليمن لكنها لن تكون من يقسمه، عندما تستقر ظروف اليمن ويصبح مشروع الانفصال أو نظام الأقاليم مطروحاً ستكون شبوة جزءاً من هذا المشروع أو ذاك، وعلينا أن نبني المحافظة سواء كانت الحكومة في صنعاء أو في عدن، ولدينا قيادات في المجلس الانتقالي والأحزاب عندهم الحكمة والإدراك والمعرفة لهذه الأمور، والحكمة والعقل سيسودان، فشبوة عانت كثيراً الصراعات وحان الوقت أن نجنب محافظتنا مربع الصراع”.

 

الملف الأمني

 

كان من أسباب الصراع بين السلطة السابقة والمجلس الانتقالي في أحداث أغسطس (آب) 2019، ما كان يسمى بقوات النخبة الشبوانية التي كانت بمثابة الجناح المسلح للانتقالي، والتي دخلت في صراع مسلح مع القوات الحكومية، أفضى في الأخير إلى هزيمتها ومغادرتها المحافظة.

 

وبعد عامين وأربعة أشهر، عادت النخبة مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي بثوب جديد تحت مسمى قوات دفاع شبوة، وتقاسمت مع خصومها من تشكيلات القوات الحكومية مناطق الانتشار الأمني في المحافظة.

 

 

يعمل المحافظ العولقي في الملف الأمني على إعادة ترتيب وضع الأجهزة الأمنية المتضادة، كاشفاً عن أولويات الخطة الأمنية الجديدة التي ترتكز على تجميع كل القوات والأجهزة الأمنية، وإنشاء قوات أمنية مشتركة تحت غرفة عمليات واحدة بإشرافه الشخصي، باعتباره رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة، وبالفعل بدأت قوات دفاع شبوة بالانتشار في عدد من مناطق المحافظة، لا سيما عاصمة المحافظة عتق ومديريات بيحان، ويقول المحافظ معلقاً على تعدد الأجهزة الأمنية “شبوة تتسع لكل أبنائها ولن أضع نفسي طرفاً ضد طرف، لا بد من استيعاب الكل”.

 

الإنتاج النفطي

 

شبوة أول محافظة جنوبية اكتشف وأنتج فيها النفط في 1987 في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية السابقة، وبعد اتحاد شطري اليمن 1990، تنامى الإنتاج النفطي فيها، إلا أن الحرب اليمنية المستمرة منذ عام 2015 أدت إلى توقف الإنتاج إجمالاً.

 

ويعلق محافظ شبوة في هذا الصدد “شبوة غنية بالنفط والثروات، ولكن الصراعات السياسية والحروب أخرت وعرقلت الإنتاج النفطي، وحالياً الإنتاج قليل ولا يلبي طموحاتنا، وبالمناسبة هناك استعدادات وتجهيزات نهائية لتشغيل حقل جنة الذي سيبدأ تشغيله خلال الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن ينتج كمرحلة أولية نحو 35 ألف برميل من النفط يومياً، كما تستعد بعض الشركات للعودة قريباً لمزاولة أعمالها واستئناف الإنتاج”.

 

مشروع غاز بالحاف

 

كان مشروع الغاز الطبيعي المسال الواقع في ميناء بالحاف على بحر العرب، محل شد وجذب بين القوى السياسية في فترة السلطة المحلية السابقة، وعن هذا الملف يقول العولقي “الصراعات لها أهدافها، مشروع بالحاف مرتبط بقيادات رفيعة كالرئيس والحكومة، ونحن جلسنا مع بعض الأطراف حول هذا الموضوع، ولا يوجد خلاف إلا ما يصوره البعض في الإعلام، القيادة السياسية والتحالف والشركات المتعددة الجنسيات وفي مقدمتها توتال الفرنسية مهتمون بالمشروع، والتحالف شركاء معنا في أكبر من هذا المشروع، ونؤكد لن يكون هناك خلاف أو صراع، وقيادات الدولة والحكومة هي المخولة بالحديث عن هذا الموضوع”.

 

الملف التنموي

 

يرى العولقي أن ملف التنمية والخدمات هو أساس المعركة المقبلة “المحافظة بحاجة إلى التنمية، وقيادة وأبناء شبوة في ظل ظروف البلد الاستثنائية، يعولون على الشركاء في التحالف لدعم المحافظة”.

 

ويشرح ذلك بالقول “بالفعل بدأت خطوات الأشقاء في مساعدتنا، فقد استكملت الإمارات قبل أيام إنشاء مستشفى في عاصمة المحافظة والتزموا بتشغيله، كما تتم من قبلهم دراسة تنفيذ عدد من المشاريع، وكذلك الأشقاء في السعودية أرسلوا فريقاً فنياً لدراسة احتياجات المحافظة التنموية والخدمية، ونزلوا إلى مديريات المحافظة، والحقيقة أننا نحتاج كأولويات أساسية إلى تنمية قطاعات الصحة والتربية والتعليم والكهرباء والمياه والطرقات والتعليم العالي، ونسعى معهم ومن الإيرادات الوطنية أيضاً إلى إيجاد تنمية حقيقية على أرض الواقع”.

 

تقصي المشاريع

 

ليس بعيداً من المشاريع التنموية، أصدر المحافظ منتصف الشهر الماضي قراراً بشأن تشكيل لجنة لتقييم كل المشاريع، ومعرفة كيفية صرف الأموال عليها، وأين وصل تنفيذها.

 

وعن ذلك يوضح “وجدنا أن هناك مشاريع صرف عليها من حصة المحافظة من الإنتاج النفطي، مبلغ وقدره مئة مليون دولار، وهي الآن ديون على المحافظة، نريد أن نعرف أين وكيف صرفت تلك المبالغ، وإلى أين وصل تنفيذ المشاريع، ومن هنا شكلنا اللجنة التي هي على وشك الانتهاء من تقريرها”.

 

تطبيع سياسي

 

تطبيعاً للأوضاع السياسية في المحافظة، أصدر المحافظ العولقي توجيهاته للجهات الأمنية بإطلاق كل المعتقلين ممن تم اعتقالهم بطريقة مخالفة للقانون، في ظل تنامي انتهاكات حقوق الإنسان التي ظهرت في الفترة الماضية.

 

وحول هذه المسألة يشرح قائلاً “بعد أن تسلمنا عملنا، أصدرنا الأوامر للجهات الأمنية بإطلاق المعتقلين سواء في السجون السرية أو سجون الأمن والقوات الخاصة والبحث، ممن ليست عليهم قضايا جنائية، وأمرنا بتحويل من عليهم قضايا جنائية إلى النيابة والقضاء، والقانون يحمي الجميع ونحن ملتزمون به، وفي مقدمتهم من يعملون بالصحافة، فحرية التعبير مكفولة في إطار النظام والقانون، وبالفعل أطلق ممن اعتقل بطريقة تعسفية وغير قانونية، والتقيت ببعض منهم عند إطلاق سراحهم”.

إغلاق