ريبون نيوز / متابعات
وصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الاثنين، إلى العاصمة صنعاء للقاء قيادات جماعة الحوثي، ضمن مساعي الأمم المتحدة لوقف الحرب المستعرة منذ نحو ثمان سنوات.
وأكد بلاغ مقتضب صادر عن مكتب المبعوث الأممي، على وصوله صنعاء اليوم الاثنين، في أول زيارة له منذ تعيينه في منصبه في شهر أغسطس العام الماضي.
وبحسب البلاغ، فإن المبعوث الأممي، “يتطلع للقاء قيادات أنصار الله للنقاش حول تنفيذ وتقوية الهدنة، وحول سبل المضي قدما”.
في السياق، كشفت وزارة الخارجية العمانية، عن وساطة قادتها لدى الحوثيين للسماح للمبعوث الأممي بزيارة مدينة صنعاء. بعد أن كانت جماعة الحوثي رفضت استقباله منذ تعيينه في هذا المنصب قبل ثمانية أشهر تقريبا.
وأوضحت الخارجية العمانية في بيان مقتضب لها نشرته على تويتر، أن المبعوث الأممي غادر مسقط متجها إلى صنعاء “بناءً على اللقاءات والمناقشات التي أجراها وزير الخارجية بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وعدد من المسؤولين في سلطنة عمان ورئيس وفد صنعاء التفاوضي محمد عبدالسلام، أمس في عمان.
وقالت، إن اللقاءات والمناقشات التي أجراها المبعوث الأممي تركزت “حول إجراءات تثبيت الهدنة ومتطلبات التسوية الشاملة في اليمن”.
وكانت جماعة الحوثي ترفض استقبال المبعوث الأممي في صنعاء، وتشترط تنفيذ مطالب تطرحا تشمل “رفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء”.
وبالرغم من وصول المبعوث الأممي صنعاء، لاتزال قيادات عليا في الجماعة تبدي تحفظا تجاه هذه الزيارة. حيث تساءل القيادي الحوثي البارز محمد علي الحوثي عن مغزى زيارة غروندبرغ إلى صنعاء، مستغربا حدوثها قبل تنفيذ المطالب.
وقال الحوثي في تغريدة على تويتر، اليوم، “بماذا سيأتي بعودة عمليات البنك وصرف الرواتب. أم بالإغاثة التي خفضتها أمريكا أم بإطلاق الرحلات العلاجية التي تعهدت بها منظمة الأمم المتحدة، ولم تف بها حتى الآن، أم بماذا؟”.
إلى ذلك، ذكرت وكالة (سبأ) بنسختها الحوثية، إن المبعوث الأممي، التقى فور وصوله صنعاء القيادي الحوثي هشام شرف، المعين من قبل الجماعة وزيرا للخارجية في حكومتها غير المعترف بها.
وبحسب الوكالة الحوثية، فإن اللقاء ناقش آخر المستجدات على الساحة الوطنية ومنها ما يتعلق بالهدنة وجهود إيقاف الحرب في اليمن.
وطالب القيادي الحوثي، “بالجدية في إظهار نوايا السلام من قبل الطرف الآخر وفي المقدمة السعودية الإمارات. وأن تترجم إلى خطوات عملية وملموسة”. على حد قوله.
ومن الخطوات التي حددها شرف، لإظهار حسن النوايا حسب قوله، “عدم عرقلة دخول سفن المشتقات النفطية والغاز المنزلي إلى ميناء الحديدة، وإعادة فتح مطار صنعاء دون أي عراقيل لوجستية أو بيروقراطية أمام حركة الرحلات التجارية والمدنية. والاهتمام بإعادة صرف مرتبات كافة موظفي الدولة دون استثناء”.
واعتبر القيادي الحوثي هذه الخطوات “تُهيئ المناخ للوصول إلى تسوية سياسية شاملة مستدامة برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن”.
أما المبعوث الأممي، فأوضح، وفقا لما نشرته الوكالة الحوثية، أن “هناك فرصة لتثبيت الهدنة المؤقتة وتحويلها إلى وقف إطلاق نار شامل وصولاً إلى تسوية سياسية سلمية”.
وتأتي هذه الزيارة، عقب أسبوع من إعلان المبعوث الأممي هدنة عسكرية وإنسانية هشة لمدة شهرين، برعاية الأمم المتحدة وموافقة كافة الأطراف المتحاربة في اليمن.
ويتضمن اتفاق الهدنة إيقاف كافة العمليات العسكرية والقتالية، والسماح بدخول 81 سفينة وقود إلى ميناء الحديدة، وإعادة تشغيل مطار صنعاء، بواقع رحلتين في الأسبوع، وفتح المعابر والطرقات في مدينة تعز المحاصرة والمحافظات الأخرى.
وتتعرض الهدنة لجملة من الخروقات في العديد من جبهات القتال، وفقا للاتهامات المتبادلة بين القوات الحكومية والحوثيين. في ووقت لا تخضع معه هذه الهدنة لأي رقابة أممية أو ضوابط، وهو ما يجعلها هشة ومهددة بالانهيار.
وتعمل الأمم المتحدة، من خلال سلسلة لقاءات تعقدها مع الأطراف الفاعلين والإقليميين والدوليين، لتثبيتها، معتمدة على حسن نوايا الأطراف. قبل الانطلاق في عملية تفاوضية بين الأطراف اليمنية ضمن مسار سياسي، يبدوا أنه أكثر تعقيدا في المرحلة الراهنة، بهدف وقف الحرب وإحلال السلام في اليمن.