محلية

موسم البلدة بالمكلا يجذب آلاف الزائرين.. “دواء” لتناسي الحرب

ريبون نيوز – المكلا

العين / 23 يوليو 2022م

 

بمجرد بدء “موسم البلدة” في اليمن، تغرق المدن الساحلية بآلاف الزوار الذين يتوافدون من مختلف المحافظات هربا من أجواء الحرب.

 

ويصف اليمنيون ظاهرة البرودة الكبيرة لمياه بحر العرب لا سيما في المكلا والتي تمتد إلى ذباب قرب باب المندب في البحر الأحمر بـ”موسم أو نجم البلدة”، والتي تحدث إثر التيارات المائية القادمة من القطب الجنوبي وتصل حرارة مياه البحر بسببها إلى 13 درجة مئوية.

 

ويستقبل اليمنيون هذه الظاهرة الطبيعية بالاحتفالات الشعبية على ضفاف بحر العرب في “المكلا، شحير، والشحر” في محافظة حضرموت ويعتبرونها موسما سنويا نادرا للسياحة والعلاج الطبيعي.

 

وخلال الاحتفال في المكلا، رصدت عدسة “العين الإخبارية” رجلا يطوف بين الجموع واضعا على رأسه إناء من الفخار الذي تتصاعد منه روائح عطر البخور العدني فيما كان حوله شباب يرددون بصوت وصفقة موحدة أهازيج شعبية بلهجة حضرمية تعبيرا عن بهجتهم.

 

ويبدأ “موسم البلدة”، من 15 – 28 يوليو/ تموز ويقول البعض إن البحر يظل 20 يوما باردا، يجذب بذلك آلاف اليمنيين الذين يتدفقون إلى حضرموت ما يساهم بشكل كبير في إنعاش الحركة الاقتصادية والتجارية.

 

سياحة وصحة

 

ويعتقد يمنيون أن “موسم البلدة” فرصة صحية بامتياز من أبرز فوائدها تفتيح نظارة البشرة وتخفيض الشعور بالقلق والتوتر وتعزيز وظيفة الجهاز المناعي للوقاية من الأمراض، فضلا عن خفض ضغط الدم المرتفع.

 

ويرى المواطن الحضرمي اليمني خالد سالمين أن البحر يكون له فوائد صحية كثيرة خلال “موسم البلدة” لعلاج كثير من الأمراض منها آلام الظهر والمفاصل ويمنح الجسم الحيوية والنشاط.

 

وينصح سالمين في تصريحه لـ”العين الإخبارية”، اليمنيين الذين يبحثون عن تخفيف آلام الظهر بالسباحة بالبحر البارد في المكلا بدلا من عمل العلاج التقليدي “الحجامة”، مؤكدا أن مياه البحر البارد تحسن الخلايا وتعمل على استرخاء العضلات والأنسجة.

 

وقال: “خلال 20 يوما من موسم البلدة تكون السباحة في مياه البحر الباردة ذات فوائد صحية عالية ولها تأثير كبير على العقل والجسد والروح وتساهم في طرد السموم وتنشيط الدورة الدموية للجسم وتزيد نسبة التنفس وتؤدي دور الحجامة”.

 

وأضاف “كل سنة أحضر موسم البلدة السياحي، لكن هذا العام كان مختلفا والأجواء خرافية تحت زخات المطر وبرودة بحر العرب”، داعيا كل اليمنيين إلى زيارة سواحل المكلا للاستمتاع بنسيم البحر ونسيان أجواء حرب الحوث”.

 

من جهته، يؤكد مستشار محافظ حضرموت للسياحة والثقافة صالح باوزير أن مدن المكلا والشحر وشحير تصبح وجهة سنوية لكثير من الزوار من محافظة حضرموت والمحافظات الأخرى.

 

وأوضح المسؤول اليمني أن المواطنين يتدفقون إلى المدن الساحلية للاستجمام وقضاء وقت ممتع مع الأهل والأقارب والاستمتاع بالهواء الصافي والبحر البارد الذي تسببه التيارات المائية القادمة من المحيطات.

 

ارتفاع حالات الغرق

 

تتسبب كثافة الزوار لا سيما في المدن الساحلية من حضرموت في ضغط كبير على السلطات الأمنية التي تنشر فرق الطوارئ التابعة لها طوال السواحل للتدخل العاجل في إنقاذ أي حالات غرق وانتشال جثامين الضحايا.

 

وقال ضابط في قوات خفر السواحل في حضرموت لـ”العين الإخبارية”، إنه خلال أول 8 أيام من بدء موسم البلدة أنقذت فرق الطوارئ 18 غريقا فيما انتشلت جثتين بعد وفاتهما غرقا في مياه البحر الباردة.

 

وأرجع قائد وحدة الغواصين في خفر السواحل في المكلا مساعد أول عصام أحمد ارتفاع أعداد الغرقى إلى كثافة أعداد الزوار والسباحة لمسافات طويلة في اتجاه عمق البحر، وعدم الالتزام باللوائح التحذيرية.

 

وتشدد خفر السواحل اليمنية على المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر أثناء الاغتسال لا سيما الأماكن الخطرة، والالتزام بارتداء سترة النجاة، وتجنب السباحة لمسافات طويلة في اتجاه عمق البحر والالتزام باللوائح التحذيرية.

 

كما تمنع السماح للأطفال بالسباحة دون وجود آبائهم وتلزمهم بضرورة ارتداء سترة النجاة تجنبا لأي حوادث غرق قد تلحق بهم على غفلة من عائلاتهم.

إغلاق