الثقافة والفن

في مهرجان شتاء طنطورة..أم كلثوم تصدح وصابرين تخطف الأنظار

منذ لحظة العرض الهولوجرامي للحفل الأول لأم كلثوم في السعودية، الذي احتضنته العلا شمال غرب السعودية، لم يكن متذوقو الفن يتصورون أن كوكب الشرق أم كلثوم رحلت عن عالمنا قبل 47 عامًا؛ حيث حُلَّ اللثامُ عن غيابها بصدحها في سماء العلا التاريخية، حيث الحضارة والتاريخ، ولأنها كتبت التاريخ من ذهب، فقد حظي الحفل بإبراز أحدث التقنيات بطريقة الهولوجرام، التي جسدت شخصيتها الفنانة “صابرين“، في قاعة المرايا التي يقام بها الحفل، وافْتُتِحَ الحفلُ بعرض أبرز الاستعدادات والتجهيزات للحفل الهولوجرامي، بما فيها التجهيزات التي قامت بها صابرين. وقاد الفرقة الموسيقية المايسترو المصري أحمد عاطف.
كانت صابرين موجودة قبل الحفل بيوم برفقة زوجها، ورغم وصولها قبلها بيوم، فإنها لم تَقُمْ بعمل المؤتمر الصحفي، وحضرت لقاعة الحفل وسط احتفاء كبير بها؛ كونها الشخصية التي ستجسد شخصية أم كلثوم؛ حيث اكتظت القاعة بالكثير من الشخصيات المهمة ورجال الأعمال، كأكثر حفل غنائي يقام بوجود عدد كبير من الشخصيات رفيعة المستوى، وسط حراسة مشددة؛ نظرًا لأهمية الحفل.
واتضحت سعادة الفنانة صابرين، التي قامت بدورها في الحفل المنتظر من خلال الإيحاءات والمحاكاة التي تمت بطريقة ثلاثية الأبعاد، وبالتقنية الاحترافية التي استُخدمت، والتي توحي بوجود أم كلثوم فعليًّا على خشبة المسرح، وصدح صوت أم كلثوم خلال أربعة أعمال غنائية؛ حيث افتتحت الحفل بأغنية ألف ليلة وليلة، وظهرت فيها صابرين في إطلالة تاريخية إلى خشبة المسرح بالفستان الأحمر، حيث أطلَّتْ بتجسيدها للشخصية خلال أربع فساتين منوعة، بالألوان الأحمر والموف والعودي لتختم باللون الأبيض، لتتغنى بـ”سيرة الحب” و”أنت عمري” و”لسة فاكر”، لتتوالى ذكريات الفن الجميل، عبر أشعار مرسي جميل عزيز، وعبد الفتاح مصطفى، وأحمد شفيق، وألحان الرائع بليغ حمدي، وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، في استذكار لقصائدهم والألحان الخالدة.

أم كلثوم

 

إطلالة صابرين كانت مبهرة ولافتة؛ حيث كان الاستعداد للحفل قبل عدة أشهر، وإن كان الحفل الهولوجرامي استغرق الاستعداد له سنة كاملة، وكان اختيار صابرين لتجسيد الشخصية من أجل كونها الأقرب لأم كلثوم، وسبق لها تجسيد شخصيتها دراميًّا، مما منحَها الأفضلية في اختيارها، وتمَّ عمل عدة تجارب وقاعدة بيانات كاملة؛ لأخذ القياسات التعبيرية والمحاكاة للأنظمة الهولوجرامية لتطبيق شخصية أم كلثوم فعليًّا على المسرح.
وتصدَّرَ وسم #أم_كلثوم_في_العلا في مواقع التواصل الاجتماعي عبر مدونة “تويتر”، ليصبح حديث المجتمع السعودي، عبر أول حفل يتمُّ بتقنية الهولوجرام في الشرق الأوسط، ليتصدَّرَ الوسمُ المشهدَ الفني السعودي، ويجذب المتابعين في الوطن العربي. وكتبت صابرين مجدًا في مسيرتها الفنية بتجسيدها لشخصية أم كلثوم في السعودية، بعلامة مميزة لا تُنسَى، وعاش جمهور الحفل معها لحظات بدا فيها أن الزمن يُعيد نفسه؛ حيث بدا أنهم يرون أم كلثوم حقيقةً أمامهم.
وخلال الحفل كانت هناك مفاجأة للحاضرين بإطلالة آخر منْ تبقى من فرقة أم كلثوم الموسيقية، وأول من أضاف ربع تون على آلة الأكورديون وحوَّلَها لآلة شرقية، وهو الموسيقار والملحن فاروق سلامة، الذي ترنَّم في مقطوعات موسيقية لأم كلثوم، أعاد بها أمجاد الماضي ليربطه بالحاضر، حيث رافقها في معظم حفلاتها الغنائية، وكان موجودًا بدوره في حفل أم كلثوم في مهرجان طنطورة.
واستُهِلَّ الحفل في بدايته بعمل غنائي لأم كلثوم بعنوان “دارت الأيام”، من كلمات مأمون الشناوي، وألحان محمد عبد الوهاب، وأبدع في الغناء الفنان محمد الشرنوبي، لتكتمل الوصلة الثانية بالفنانة سناء نبيل، إحدى وريثات السيدة أم كلثوم وحفيدتها، التي تغنَّتْ بأغنية “أمل حياتي”، من كلمات أحمد شفيق، ولحن محمد عبد الوهاب، في أداء رائع استذكر به الحاضرون لمحةً من لمحات أم كلثوم الغنائية.
وفي منتصف الحفل تمَّ عرضُ فيلم وثائقي لأبرز المحطات في مسيرة أم كلثوم، مستذكرين فيه تعاونَها مع الملحن الشاعر عبد الله الفيصل، الذي قدَّم لها أغنية “ثورة الشك”، في لقطات تاريخية قد جمعتهما بلوحة فنية رائعة، امتزجت فيها أم كلثوم مع كلمات الشعراء السعوديين.
وتمَّ تجهيز المسرح بشكل مختلف كليًّا عما كانت عليه الحفلات في شتاء طنطورة، وتم استخدام واجهة زجاجية وحاجز فاصل بين الجمهور والمسرح؛ لأن تقنية الهولوجرام تحتاج مساحة ومسافة بين الجمهور والمسرح، وتمَّ إرجاع قاعة المسرح للخلف؛ لتكون هناك مسافة تسمح بالعرض ثلاثي الأبعاد، ولكي يكون انعكاس الضوء مناسبًا لتقنية الهولوجرام.

المصدر: سيدتي

 

إغلاق