متابعات

مصادر:الامم المتحدة غير راضية عن اداء غريفيت..وخطة دولية لفرض تسوية سياسية للازمة اليـمنية

تطلّبت الجهود العاجلة لإنقاذ اتفاق السويد بين الفرقاء اليمنيين من الانهيار، نزول المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث بنفسه إلى الحديدة ميدان المعركة الدبلوماسية والسياسية الأشرس بين الحكومة المعترف بها دوليا والمتمرّدين الحوثيين، حيث استأثر الوضع الميداني والعسكري في المحافظة المطلّة على البحر الأحمر وموانئها الثلاثة، بالجزء الأهم من الاتّفاق الذي واجهت عملية تنفيذه عوائق كبيرة هدّدت بنسفه ما سيعني انهيار الجهود الأممية لإطلاق مسار سلام أشمل في اليمن بشكل مبكّر.

وربط مصدر أممي الزيارة بتنفيذ القرار الأممي الصادر حديثا تحت الرقم 2452 ويتضمن زيارة عدد المراقبين الأمميين في الحديدة. ووصل مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الثلاثاء، إلى الحديدة في أول زيارة له إلى المدينة منذ إبرام اتفاقات السويد الشهر الماضي.

وجاءت الزيارة غداة إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجلس الأمن في وقت متأخر من مساء الاثنين، عزمه على تعيين الجنرال الدنماركي مايكل أنكر لوليسغارد، خلفا لرئيس فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار في الحديدة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت. وسبق للوليسغارد أن تولى رئاسة بعثة الأمم المتحدة في مالي عامي 2015 و2016.

ويظهر هذا الحراك أن الجهد الأممي على مسار السلام في اليمن، لا يزال يراوح مكانه، ويدور في حلقة مفرغة من المسائل الإجرائية الأوّلية. ومع ذلك يبدي غريفيث قدرا كبيرا من الإصرار وطول النفس في تعاطيه مع الملف اليمني بالغ التعقيد.

وتحمّل جهات سياسية ناقدة للأداء الأممي في اليمن الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، مسؤولية تعثّر تنفيذ اتفاق الحديدة، معتبرة أن مرونته وافتقاره للحزم تجاه المتمرّدين الحوثيين، بمثابة تشجيع لهم على التهرّب من الاتفاق وتعطيل تنفيذه. ويرى هؤلاء أن تغيير كاميرت بلوليسغارد، جاء استجابة لرفض الحوثيين التعامل مع الجنرال الهولندي.

غير أن مصادر يمنية تقول إنّ الأمم المتحدة بحدّ ذاتها غير راضية على أسلوب غريفيث في التعاطي مع الملف اليمني، وأنّها بصدد الدفع نحو تعديل ذلك الأسلوب صوب المزيد من الصرامة والحدّ من “ليونة المبعوث الأممي الذي رفض إعلان الحوثيين كمعرقلين لتنفيذ اتفاق السويد مثلما أثبتته الوقائع على الأرض وشهادة كاميرت نفسه”، وفق ما تحدثت به مصادر سياسية يمنية لـ”العرب” في وقت سابق.

ويلمس متابعون للشأن اليمني بروز العديد من المؤشرات على إصرار المجتمع الدولي على جعل اتفاقات السويد وتحديدا خطة إعادة الانتشار في الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة حجر الزاوية في خطة دولية ستتضح تفاصيلها خلال الأيام القليلة القادمة لفرض تسوية سياسية في الملف اليمني.

وقالت ذات المصادر إن لقاء لندن في فبراير المقبل، والذي سيضم وزراء خارجية الرباعية الخاصة باليمن المشكّلة من قبل كلّ من الولايات المتحدة، وبريطانيا والسعودية والإمارات، سيكون منعطفا حاسما في تطورات الملف اليمني ومستقبل اتفاق ستوكهولم واستئناف مشاورات السلام.

وبشأن زيارة غريفيث للحديدة قال المصدر الأممي لوكالة فرانس برس إن هدف المبعوث الأممي من الزيارة “متابعة الاستعدادات لمهمة الحديدة الجديدة وفق قرار مجلس الأمن 2452، وتطبيق اتفاق السويد”.

وتوصل طرفا النزاع في محادثات جرت في السويد الشهر الماضي إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وانسحاب الحوثيين من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، ومغادرة قوات الطرفين للمدينة مركز المحافظة التي تحمل نفس الاسم. وكان من المقرّر أن تُطبَّق بنود هذا الاتفاق، إلى جانب اتفاق لتبادل الأسرى، في الأسابيع الأولى من الشهر الحالي، وهو ما لم يحدث حتى الآن.

ونُظر إلى بند تبادل الأسرى باعتباره الأسهل في التنفيذ وطريقا لبناء الثقة، ومع ذلك واجه بدوره عوائق إجرائية.

ونصّ القرار الأممي 2452 الذي تم تبنيه بمبادرة من المملكة المتحدة، على إرسال بعثة قوامها 75 مراقبا مدنيا إلى الحديدة للإشراف على تطبيق الاتفاق تحت قيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت. لكن الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أعلن الاثنين اختيار الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد ليحل محل كاميرت الذي يغادر منصبه في ظل توترات مع غريفيث والمتمردين الحوثيين، على ما أفاد به دبلوماسيون في الأمم المتحدة.

المصدر: صحيفة 4مايو الالكترونية

إغلاق