الثقافة والفن

بسبب أخطاء تاريخية ..إيقاف عرض مسلسل “الملك” المصري

ريبون / ثقافة والفن

أكدّ حسام صالح المتحدث باسم “المتحدة للخدمات الإعلامية”، على ما جاء في بيان المجموعة، حول إعلان وقف مسلسل “الملك”، وتشكيل لجنة عاجلة من المتخصصين في التاريخ والآثار، وعلوم الاجتماع، وذلك لمشاهدة المسلسل، ومراجعة السيناريو كاملاً، وابداء الرأي بموضوعية ومهنية، حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في رمضان القادم.
واعتبر المتحدث باسم “المتحدة للخدمات الإعلامية” أنه من السابق لأوانه، التعامل مع أي اقتراحات أو افتراضات تتعلق بحلول بديلة عن الإيقاف كإعادة تصوير بعض المشاهد “قبل أن تجتمع اللجنة لمشاهدة المسلسل، ثم إبداء الرأي، ورفع التقرير.”
وتعرض مسلسل “الملك” لموجة من الانتقادات بعد إطلاق إعلانه الترويجي، بسبب ظهور عمرو يوسف بلحية، بينما تؤكد المراجع التاريخية أن الملك أحمس كان من دون لحية.
كما طالت الانتقادات أزياء الفنانة ريم مصطفى والتي جاءت عصرية، ولا تتناسب مع مرحلة مصر الفرعونية، وعلى أثر ذلك قررت الشركة المنتجة للعمل إيقاف تصوير المسلسل وتشكيل لجنة للمراجعة وتكوين رأي موضوعي حتى إذا ترتب على ذلك خروجه من السباق الرمضاني
وكان مسلسل “الملك” قد واجه انتقادات مبكرة منذ طرح البوستر، بسبب ظهور بطله الفنّان عمرو يوسف بلحية، بينما يؤدي دور “الملك أحمس” طارد “الهكسوس”، الذي يعرف عنه تاريخياً بأنه “لم يكن مفتول العضلات ولم تكن له لحية، وكان لديه شعر غزير لونه بني غامق وشنب خفيف”، وذلك وفقاً لما أكّد الباحث في علم المصريات بسام الشماع، في أكثر من مداخلة إعلامية، كما أنّه كان من الداعين مبكراً لإيقاف تصوير المسلسل استناداً إلى رواية “كفاح طيبة” للأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، بدعوى أنها “تتضمن مغالطات تاريخية فادحة وكارثية في حق قدماء المصريين، مشيراً إلى أن كاتبها روائي وليس عالم آثار أو خبيراً تاريخياً”، على حد قوله.
وتصاعدت نبرة الانتقادات الموجهة لمسلسل “الملك”، بعد طرح إعلانه الترويجي، حيث انتقد عالم الآثار المصرية، والوزير الأسبق زاهي حواس، تصميم الملابس في العمل التي وصفها بالـ “وحشة جداً”، وأكد على عدم وجود لحية للملك “أحمس”، واتفق مع دعابة الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، في أنّ صناع العمل قدموا الملك المصري كما لو كان يشبه خالد بن الوليد، في إشارةٍ إلى المشروع الذي لم يكتمل للفنّان المصري عمرو يوسف بعد انسحابه منه في الموسم الرمضاني الفائت 2020.
وذهب الفنّان المصري تامر فرج إلى مسافةٍ أبعد في انتقاده لصنّاع مسلسل “الملك”، بعد طرح إعلانه الترويجي، لتغاضيهم عن وجود لحى للفنّانين الذين يمثلون الأبطال المصريين، وظهور فنّانات بشعر مصبوغ، واعتبر أنّ ذلك يعتبر بالنسبة للآثاريين “تدنيس وتشويه للأجناس والأعراق… فالجنس المصري القديم كان يعتبر الشعر نوع من الدنس والنجاسة… وكان يبقى حليق الرأس تماماً خاصة (الفرعون) أو الملك المصري القديم لأنه أقدس جسم على وجه الأرض.”
واستشهد فرج، كدارس للآثار ومرشد سياحي قبل أن يكون فنّاناً، بالمناظرات التي كان يقوم بها أستاذه عالم الآثار الراحل عبد الحليم نور الدين “لتفنيد ادعاءات اليهود بأنهم هم من بنوا الأهرامات، وكانوا مستعبدين في مصر خلال عهد رمسيس الثاني”، حيث كان يبرز صور البنّاءين المصريين القدماء حليقي الرأس، وهو ما يميزهم عن غيرهم، على حد قوله.
وقوبل قرار إيقاف مسلسل “الملك” بردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط صمت مبدئي من صنّاع العمل، وبدا ملفتاً رأي المخرج عمرو سلامة، الذي اعتبر أن هذا القرار خارج عن المنطق، وقال في تدوينةٍ نشرها عبر حسابه الرسمي على “فيسبوك”: “مش لاقي منطق واحد يبرر القرار، يبرر رمي عشرات الملايين في الزبالة مع مجهود مضني لفريق عمل كامل شغال بقاله سنة، يقرر يحجر على الناس حق مشاهدته وتقييمه ونقده وشتيمته لو عايزين، لكن منعه؟…”
وأبدى سلامة استغرابه من الانطباعين المتناقضين اللذين يمكن أن يتركهما برأيه نجاح “موكب المومياوات الملكية” وإيقاف مسلسل “الملك”، قائلاً: “يعني امبارح كنا مبهورين بالتقدم اللي الدولة وصلتله، ليه في 24 ساعة نعمل قرار يضحك علينا العالم ويرجعنا للعصور الوسطى؟…”
في حين أيدت الكاتبة والناقدة السينمائية ماجدة خير الله، وهي من أشد المنتقدين للإعلان الترويجي للمسلسل، قرار إيقافه، في تعليقٍ نشرته على حسابها عبر “فيسبوك”، تساءلت فيه: “لو حريص علي أكل عيشك، لماذا لاتتقن عملك! فلا منطق في الدفاع عن عنجهية الجاهل، بينما كل مصادر المعرفه متاحة!.”
وبين المتابعين للقصة المتفاعلة على موقع “تويتر” منَ ربط على نحو طريف بين القرار، ونجاح “موكب المومياوات الملكية”.
وأثنى آخرون على القرار لأن “التاريخ مش مجال للعك.”
وقدّم البعض اقتراحات قد تبدو طريفة، لتفادي أضرار انتهاء تصوير العمل.
وعبرّ متابعون عن تعاطفهم مع صنّاع العمل، وخاصّة بطله عمرو يوسف.
وتدور أحداث مسلسل “الملك” حول قصة “أحمس” وتحريره لجنوب وشمال مصر، وطرد “الهكسوس” من “طيبة”، والعمل مقتبس عن رواية “كفاح طيبة” للأديب الراحل نجيب محفوظ؛ سيناريو محمد دياب، شيرين دياب، وخالد دياب، وإخراج حسين المنباوي، وإنتاج “سينرجي” و”أروما”.
ويضم المسلسل على قائمة أبطاله: عمرو يوسف، ماجد المصري، صبا مبارك، رشدي الشامي، محمد فراج، ريم مصطفى، محمد لطفي، باسل ألزارو، محمد علاء، مها نصار، ياسين السقا، إسلام حافظ، وممثلين كثر آخرين
إغلاق