كتابات
كثيرا من الرشد .. قليلا من التيه
ريبون نيوز _ كتابات
بقلم / د. ربيع العوبثاني
28 نوفمبر 2022
الكل يعلم حجم التحديات والتدخلات التي تعاني منها بلادنا ونحن في حضرموت جزء لا يتجزأ من هذه الأزمة وندرك عِظم المسؤولية الملقاة على عاتق السلطة والمسؤولين ونلتمس لهم العذر أحيانا في بعض المواقف ولكن من يتقدم للمسؤولية عليه أن يكون أهلا لها ونحن نتعشم أنهم أن يعوا ذلك ويدركوه تماما وتتوفر لدى البعض منهم صفات القيادة والمسؤولية ومحبة بلدهم وخدمتها بإخلاص، ومع ذلك عليهم يحركوا المياه الراكدة وترتيب الأولويات وتقديم برامج عمل واضحة أمام المواطن فالوضع أصبح لا يطاق فنحن على مشارف العام التاسع من الأزمة دون بزوغ أي مؤشرات للحل والناس تعاني أشد المعاناة في كل جوانب حياتهم والوضع الاقتصادي والتنمية في حالة شلل وجمود ومع كل ذلك نأمل من السلطة في محافظتنا أن تعمل على تغيير النهج وكسر الرتم التقليدي في الإدارة ونتمنى منهم أن يتبنوا فكر الإدارة الحديثة المعتمد على وضع الاستراتيجيات وخطط العمل طويلة وقصيرة المدى وتقديم رؤية متكاملة لتحسين الوضع تبدأ ببرنامج إصلاح إداري ومالي في المحافظة يستند إلى الصدق والشفافية ومحاربة صريحة للفساد والفاسدين خاصة أن الحديث عن هذا الأمر أصبح يشغل العامة والنخب وتدركه كل شرائح المجتمع وليس لزاما أن يقوم المواطن بدور المحامي والرقيب وكأننا بهذا الحديث نعفي المؤسسات الرقابية المعنية من القيام بدورها المطلوب، وأول الخطوات في سياق الإصلاح الإداري والمالي الشامل هو الاستعانة بفرق عمل من أهل الجدارة والكفاءة في كل التخصصات تساعد أصحاب القرار في اتخاذ قرارت صحيحة مبنية على الحقائق والأرقام والمعلومات وتفعيل الأجهزة ذات الشأن من المحاكم والنيابات والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد، ثم إجراء تغييرات جذرية على مستوى الإدارات في الفكر والنهج والأفراد واختيار من تتوفر فيهم الكفاءة والشجاعة لشغل هذه الأعمال دون محسوبية أو حزبية أو مناطقية وتعلن الوظائف القيادية في وسائل الإعلام بكل شفافية ووضوح ويتقدم من يرى نفسه أهل لذلك وتعطى لكل واحد منهم فترة لا تزيد عن ستة أشهر يقدم فيها استراتيجية عمله وخططه المزمنة وتنفيذها على الواقع مع اسناد كامل من السلطة وتوجيه الأجهزة الرقابية لمتابعة وتقييم الأداء وتشجيع الصحافة لتقوم بدورها التوعوي والتنويري والرقابي أيضا وقبل كل ذلك يجب أن تدار البلد من مكاتب الدولة الرسمية وليس عبر اللوبيات من الغرف المغلقة لتتقوى العلاقة وتعود الثقة بين الشعب وحكامه وليعيش هذا الشعب الحر الكريم حياة الستر والتطور والرفاه أسوة بجيرانه ومن حوله من المجتمعات والأمم.