غير مصنف
الحزب الاشتراكي اليمني ينعي الشاعر والاديب اليمني الدكتور عبدالعزيز المقالح
ريبون نيوز _ صنعاء
الثلاثاء, 29 /نوفمبر 2022
نعى الحزب الاشتراكي اليمني ابن اليمن وابن العروبة البار الشاعر والأديب والمثقف الإنسان الدكتور عبد العزيز المقالح الذي وافاه الاجل يوم امس الاثنين بصنعاء عن عمر ناهز 85 عاما.
وجاء في بيان نعي صادر عنه اليوم الثلاثاء، لقد غادرنا الرجل الذي كانت حياته إلهاما وسيرته حكمة ومعرفة وطيبة، فقدنا اليوم واحدا من أنبل الرجال الأكثر ندرة الذين جاد بهم الدهر على وطننا وعلى زماننا، فقدنا آخر تجسد للكلمة المسئولة وللشعر الخالد، فقدنا إنسانا رائدا وفذا لا حدود لعطائه على اتساع الأمكنة وامتداد الأزمنة، ولا حدود للشعور بفداحة الفقدان، ولا يمكن للكلمات والجمل وكل أساليب وفنون التعبير أن تكون بمستوى من فقدناه. ولا يمكن للعقول والقلوب أن تتجاوز هذه اللحظات الأليمة.
وقال البيان:برحيل عبد العزيز المقالح فقدنا الإنسان المعلم الذي ظل لعقود مصدرا للمعرفة وللخلق الرفيع؛ مدرسة للأجيال؛ يصنع المعنى ويمنحه ويقدم بشخصه نموج الإنسان الفنان المثقف المنتمي لليمن كل اليمن، بقلمه أضاء فقيدنا العظيم وقاوم وفتح الدروب وأشهر اسم اليمن، وبشعره جعل اليمن عنوانا آخر اسمه عبد العزيز المقالح، وبشهرته الواسعة ظل فقيدنا قريبا من الناس واسع الأفق في تلقي اختلافاتهم وتقبل تبايناتهم، لم تنل الشهرة من وضاءة روحه وبساطة معيشته، وكان في كل شيء إنسانا جامعا.
واضاف البيان: ماذا عساها الكلمات أن تقول الآن في موقف كهذا!، وماذا عساها أن تدرك من جلال شاعر أبجدية الروح! لقد فقدنا معنى عظيما، وإن ليل اليمن لحزين، وإن “البلاد التي تفقد الشعراء تموت من البرد”. لكن العزاء الذي نرجو لأنفسنا ولليمن، كل اليمن، أن الشاعر العظيم لا يموت.
وفيما يلي النص الكامل للبيان
بيان نعي صادر عن الحزب الاشتراكي اليمني
ينعي الحزب الاشتراكي اليمني قيادة وقواعد إلى اليمنيين كافة داخل الوطن وفي المهاجر الاجبارية والاختيارية رحيل ابن اليمن وابن العروبة البار الشاعر والأديب والمثقف الإنسان الدكتور عبد العزيز المقالح.
إنه ليوم حزين، حزين، حزين. الإثنين الثامن والعشرون من نوفمبر 2022. يوم يقف فيه المعنى حائرا ويقف الصمت غاصا بالأسى. أي رجل فقدناه في هذا اليوم! لقد غادرنا الرجل الذي كانت حياته إلهاما وسيرته حكمة ومعرفة وطيبة. فقدنا في هذا اليوم واحدا من أنبل الرجال الأكثر ندرة الذين جاد بهم الدهر على وطننا وعلى زماننا. فقدنا آخر تجسد للكلمة المسئولة وللشعر الخالد. فقدنا إنسانا رائدا وفذا لا حدود لعطائه على اتساع الأمكنة وامتداد الأزمنة. ولا حدود للشعور بفداحة الفقدان. ولا يمكن للكلمات والجمل وكل أساليب وفنون التعبير أن تكون بمستوى من فقدناه. ولا يمكن للعقول والقلوب أن تتجاوز هذه اللحظات الأليمة.
لم يقف المعنى حزينا حائرا مثلما هو عليه اليوم. فمصابنا اليوم كبير لم ينل فردا وإنما نال من اليمن كلها. ولا ندري هل نعزي أنفسنا بفقد الشاعر العظيم، أم بفقد الأستاذ المربي، أم بفقد معلم الأجيال، أم بفقد الإنسان الاستثناء في وعيه وفي لطفه، أم بفقد الأيقونة التي منحت اليمن حضورا ومكانة واحتراما.
عبد العزيز المقالح ضمير اليمن الثقافي على امتداد أكثر من نصف قرن، مفكرا وكاتبا وشاعرا ومعلما وإداريا. إنه ذلك المتعدد فنا، والمتعدد رؤى، العابر لكل التحيزات، الذي فتح قلبه لكل يمني وجعل من بيته منتدى للشعر والأدب والتواصل بين الأجيال، بصوته العميق المليء سكينة ومودة، وبابتسامته المليئة ثقة ولطفا، وبقلمه العامر بالمعرفة وبالشعر. بكل ذلك عاش فقيدنا الكبير ليمنح طالبا جامعيا أملا، أو ليهدي كاتبا مبدعا رؤية، أو ليفتح لموهبة إبداعية أفقا. إنه عبد العزيز المقالح الذي لا كلمات تحصي تعدده وتفرده.
عبد العزيز المقالح المعنى الذي ظل عاليا، والفكر الذي ظل مضيئا ومتوهجا وسيظل. عبد العزيز المقالح الشاعر والكاتب الذي ظل لعقود من الزمن يثبت لنا أن الكلمة أسمى وأقوى وأكثر قدرة على إبلاغ الآخرين من نحن. عبد العزيز المقالح الذي سيظل علماً كما عاش علماً، وسيظل التاريخ يفتح للأجيال كتبه لتتعرف على الكلمة المضيئة والفكرة العميقة والموقف النبيل.
لقد عاش عبد العزيز المقالح يكتب ويكتب ليبدد ظلمات الجهل والقهر والاستبداد. لم ينافس فقيدنا العملاق أحدا على شيء من زخرف الحياة ومغرياتها، ولم ينحز إلى غير اليمن أرضا وإنسانا:
“إلهي أنا شاعر يتحسس بالروح عالمه”
هكذا قال الشاعر المقالح، وكان فعلا يتحسس بالروح عالمه، قويا بفائض طمأنينيته.
تعرف جامعة صنعاء حينما كانت أم الجامعات اليمنية كيف كان عبد العزيز المقالح يديرها بالرفق والحكمة ويجتذب إليها أشهر وأكبر الأسماء الأكاديمية والعلمية في الوطن العربي ليجعل العلم وحده رهانا وموقفا ورؤية.
ويعرف اليمنيون عبد العزيز المقالح بأنه ذلك الشاعر الذي دوَّى صوته عاليا في وجه الظلم:
“وثأرتِ يا صنعاء رفعتِ رؤوسنا بعد انكسار
مات الطغاة الظالمون وشعبي المظلوم عاش”.
ويعرف العرب قصيدة العبور التي عبَّر من خلالها شاعرنا المقالح عن موقف اليمن تجاه مصر العروبة:
“عبورهم أذهل الدنيا وموقفهم تسمَّرت عنده الأقلام والسِّيرُ
يا ليتني كنت يوما في مواكبهم
أو ليتني كنت جسرا حينما عبروا”.
أي ذكريات يمكن أن نستعيد، وأي صفحات يمكن أن نقرأ من هذا السفر المشرق، وأي الجلال يمكن أن تبلغه الكلمات. فعبد العزيز المقالح، المفرد العلم والواحد الصحيح دائما، استطاع لزمن طويل أن يجعل اليمن معنى ناصع المعرفة في المحافل الأدبية والثقافية، وبمفرده على امتداد عقود منحنا فرصة أن نقول: نحن من بلاد عبد العزيز المقالح.
برحيل عبد العزيز المقالح فقدنا الإنسان المعلم الذي ظل لعقود مصدرا للمعرفة وللخلق الرفيع؛ مدرسة للأجيال؛ يصنع المعنى ويمنحه ويقدم بشخصه نموج الإنسان الفنان المثقف المنتمي لليمن كل اليمن.
بقلمه أضاء فقيدنا العظيم وقاوم وفتح الدروب وأشهر اسم اليمن، وبشعره جعل اليمن عنوانا آخر اسمه عبد العزيز المقالح. وبشهرته الواسعة ظل فقيدنا قريبا من الناس واسع الأفق في تلقي اختلافاتهم وتقبل تبايناتهم. لم تنل الشهرة من وضاءة روحه وبساطة معيشته، وكان في كل شيء إنسانا جامعا.
ماذا عساها الكلمات أن تقول الآن في موقف كهذا!، وماذا عساها أن تدرك من جلال شاعر أبجدية الروح! لقد فقدنا معنى عظيما، وإن ليل اليمن لحزين، وإن “البلاد التي تفقد الشعراء تموت من البرد”. لكن العزاء الذي نرجو لأنفسنا ولليمن، كل اليمن، أن الشاعر العظيم لا يموت.
نم قرير العين أيها الفقيد العظيم، فقد أعطيتنا كثيرا كثيرا كثيرا، وما وهبناك شيئا سوى الحب الذي لا يستطيع أحد أن ينتزعه من عقولنا وقلوبنا. لك المجد كل المجد في الأولين والآخرين ولروحك الخلود الأبدي.
الحزب الاشتراكي اليمني
29 نوفمبر 2022