متابعات
ما دلالات الدور التركي المتأخّر الذي تحاول أنقرة لعبه في اليـمن؟
ولم تتردّد دوائر سياسية يمنية في اتهام تركيا بالعمل على التمكين لفصيل يمني بعينه، وهو جماعة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح الذي تؤوي أنقرة عددا من رموزه وتوفّر لهم المنابر الإعلامية للهجوم على دول التحالف العربي، وعلى رأسهم الناشطة توكّل كرمان المعروفة بحدّة مواقفها ضدّ جميع خصوم الإخوان الفكريين والسياسيين.
وتعليقا على زيارة جكتلا لعدن، وترحيب شخصيات إخوانية يمنية به، قال الناشط السياسي والقيادي في الحراك الجنوبي، أحمد عمر بن فريد، إنّ الزيارة “تبرز سؤالا في غاية الأهمية عن سرّ تواجد نائب وزير الداخلية التركي ووفده في عدن، خاصة وأن تركيا تصنّف بأنها من خصوم التحالف وحليف وثيق لقطر وإيران”.
وأضاف في تغريدة على موقعه في تويتر “لا أعتقد أن تركيا أتت لتوزّع الهدايا على الجنوب بقدر ما هي معنية بترسيخ وجود حلفائها الإخوانجية”.
وصدم نشطاء يمنيون من الطابع الرسمي الذي اتخذته زيارة المسؤول التركي الذي حظي باستقبال رئيس الوزراء معين عبدالملك ووزير الداخلية أحمد الميسري، فيما الحكومة تعتمد بشكل كبير على دول التحالف العربي المستهدفة بوضوح من تركيا وقطر.
وحاولت أنقرة أنّ تتخذ من المساعدات الإنسانية التي تقدّمها بعض مؤسساتها الخيرية لشرائح محدودة من اليمنيين، مدخلا إلى الساحة اليمنية وإيجاد موطئ قدم لها هناك، لكنّ تلك المساعدات تظل، وفق ما تبيّنه الأرقام والإحصائيات، ضئيلة في حجمها ولا تضاهي ما تقدّمه كلّ من الإمارات والسعودية لليمنيين من مساعدات إنسانية واقتصادية وتنموية بلغت قيمتها مليارات الدولارات.
كما سبق لدوائر حقوقية يمنية أن اتهمت تركيا باعتماد مقاييس أيديولوجية وحزبية في توجيه مساعدتها لليمنيين، مؤكّدة أنّها تسلّم تلك المساعدات لشخصيات محسوبة عن حزب الإصلاح الإخواني لتوزيعها على قواعده الحرب وأنصاره.
وعن زيارة جكتلا قالت وكالة الأنباء الحكومية اليمنية إن رئيس الوزراء “ثمّن جهود الحكومة التركية وما تقدمه من دعم لليمن على مختلف الأصعدة، مشيدا بحجم الدعم الذي تقدمه لليمن في مختلف المجالات الإغاثية والإنسانية، من خلال الهيئات الإغاثية ممثلة بالوكالة التركية للتعاون والتنسيق ‘تيكا’ والهلال الأحمر التركي، مؤكّدا أن ذلك سيظل محل تقدير وترحيب من جانب الحكومة والشعب اليمني”.
وبحسب الوكالة فقد أشار نائب وزير الداخلية التركي إلى أن اليمن “يحظى دائما بحرص واهتمام القيادة التركية، مشيرا إلى صدور توجيهات مباشرة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتكليف فريق تركي للتواجد في اليمن لدراسة ورصد أهم الاحتياجات التي تتطلب تدخلا إغاثيا وإنسانيا سريعا.. مؤكدا أن هدف الزيارة يتمحور حول تقييم الاحتياجات في المجال الإنساني وتعزيز ورفع مستوى الترتيب والتنسيق لتنفيذ عدد من المشاريع الإغاثية في اليمن”.
واعتبر مصدر يمني كلام المسؤول التركي “إشارة إلى نيّة تركيا ضمان تواجد مستمر في اليمن خلال الفترة القادمة”، مستدركا بأن “ذلك لن يكون مضمونا لأنقرة نظرا لقوّة دور دول التحالف العربي في اليمن”، ومضيفا “أن حكومة معين عبدالملك ستكون إزاء تحمّل تبعات ثقيلة إذا فتحت الباب لتركيا وساعدتها على التمكين لدورها المشبوه في اليمن”.
المصدر: صحيفة 4مايو