تقارير وتحقيقات

صحف عربية: “عودة” دمشق العربية و”نهاية” سوريا القديمه

تعرض عدد من الصحف العربية إلى قضية عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، القضية المثيرة للجدال في الأوساط السياسية والدبلوماسية العربية.

ووفقا لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، تباينت المواقف العربية من عودة سوريا، في ظل تأكيدات بأن عودة دمشق إلى مقعدها بالجامعة العربية لن تُطرح في القمة الاقتصادية العربية المقبلة، ولا حتى في الاجتماعات العربية المزمع عقدها قريباً.

*عودة سوريا للجامعة*

 

نفي مصدر مسؤول في الجامعة العربية طرح عودة سوريا إلى الجامعة العربية في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل. وقال المصدر لصحيفة الشروق المصرية إن عودة سوريا مطروحة، ولكن في الكواليس والاجتماعات غير الرسمية العربية، ولم تطلب أي دولة عربية حتى اليوم رسمياً عقد اجتماع لبحث هذا الموضوع.

 

وأضاف المصدر أنه من المبكر الحديث عن عودة سوريا، بسبب غياب التوافق العربي على هذا الملف، في ظل استمرار التوتر والاضطراب في سوريا.

 

وقال المصدر للصحيفة إن فتح السفارات العربية في سوريا، أمر لا يخص جامعة الدول العربية، لكنه قرار سيادي خاضع لرؤية كل دولة عضو، مسبعداً التعرض للملف في القمة التنموية في بيروت هذا الشهر، أو في القمة العربية العادية، في تونس بعد شهرين.

*المحنة السورية*

 

من جانبه قال الكاتب عبد الإله بلقزيز في مقال بصحيفة الخليج الإماراتية إن التركيز الآن بات على “ما بعد انتهاء المحنة السورية”، مضيفاً “وبثمنٍ مادي اقتصادي وإنساني فادح خرجت سوريا من الطور الأشد من محنتها، وتتهيأ للخطو نحو استكمال خروجها من النفق الذي وُضِعت فيه منذ قريب من سنوات ثمان”.

وأوضح الكاتب أن “أكبر الخاسرين في هذه الحرب من أوقد حطبها، وهندس لها ونفذ فصولها، من جماعات مسلحة محلّة ومستوردَة من خارج، ومن رعاة غربيين وصهاينة لقوى الإرهاب”.

وأنهى الكاتب قائلاً “إذا كان لأحدٍ أن يؤدي دوراً مساعداً في الإنهاء الكامل لبقايا هذه المحنة، فليكن دورُه مساعدة سوريا في صد بقايا أوهام السلاح لدى تركيا: الأوهام التي تسوقها إلى تخريب كل الجهد الذي أدّى إلى هذه المحطة الجديدة من مغالبة المحنة السورية !”

*مستقبل الأسد*

 

وفي ظل التطورات السورية، يبقى مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، وموقف الولايات المتحدة منه، ومن عودة سوريا إلى جامعة الدول، من أبرز الملفات المطروحة، وقالت صحيفة الرأي الكويتية، في هذا السياق استناداً إلى مصادر ديبلوماسية أمريكية، إن واشنطن غير متحمسة لإعادة نظام الرئيس السوري إلى عضوية الجامعة العربية، أو إلى منظمات دولية وإقليمية أخرى.

وقالت المصادر إن الأسد وحلفاءه، يقفون وراء إشاعة “تسابق” العواصم الدولية على التطبيع مع النظام، وإنهاء عزلة دمشق.

 

وتابعت المصادر أن الموقف الغربي والعربي من سوريا لم يتغير، وأن الأسد ربما فاز عسكرياً في الحرب، واستعاد السيطرة على جزء كبير من الأراضي السورية، لكن القوى العربية المؤثرة، ومعها أمريكا واوروبا، تتمسك بالديبلوماسية التي تجبر الأسد على القبول بتسوية حقيقية مع معارضيه، لفك العزلة على سوريا ونظامها.

 

*سوريا القديمة انتهت*

من جانبها استبعدت “القوات اللبنانية” عودة سوريا إلى مقعدها في جامعة الدول العربية قريباً، وقالت هذه المصادر لصحيفة الجمهورية اللبنانية، إن سوريا القديمة “انتهت” مضيفةً “سوريا القديمة التي حكمت لبنان بين 1990 و2005 انتهت، فهناك معطيات جديدة اليوم وأساساً هناك سفارة لبنانية في سوريا وسفارة سورية في لبنان والتعاون هو في الحد الأدنى سيستمر قائماً على هذا المنوال”.

وأوضحت المصادر أن “سوريا القديمة لن تعود الى ما كانت عليه، وأي محاولة لاستعادة مقعدها في الجامعة العربية تدخل من ضمن حسابات عربية الهدف منها أن يكون العرب جزءاً لا يتجزأ من التسوية المقبلة في سوريا، وأن يكون لديهم موطىء قدم فيها لمواجهة القوى الإقليمية الأخرى”.

المصدر: المرصد. وكالات

إغلاق