أخبار العالم
الصين تفرش السجاد الأحمر لزعماء آسيا الوسطى في قمة تعمق نفوذها
ريبون نيوز _الشرق-وكالات
18 مايو 2023
الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف يصل إلى مدينة شيآن الصينية لحضور قمة الصين آسيا الوسطى. 17 مايو 2023 – شينخوا
استقبلت الصين زعماء دول آسيا الوسطى الخمس، بمراسم ترحيب حارة أفردت فيها السجاد الأحمر للقادة الذين أتوا إلى الصين لحضور قمة تهدف لوضع أساس جديد للتعاون بين الصين وآسيا الوسطى، تزامناً مع عقد قمة “مجموعة السبع” في اليابان والتي تبدأ الجمعة، وعلى رأس أجندتها مواجهة بكين.
ووصل رؤساء دول آسيا الوسطى الخمس إلى مدينة شيآن بمقاطعة شنشي في شمال غربي الصين لحضور قمة “الصين-آسيا الوسطى” المقرر عقدها يومي الخميس والجمعة.
ووصل رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمن، ورئيس قيرغيزستان صدير جاباروف إلى المدينة الأربعاء، فيما وصل رئيس أوزبكستان شوكت ميرضيائيف، ورئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف إلى شيآن الخميس.
واستقبلت الصين الرؤساء في مطار “شيآن شيانيانغ الدولي” بعروض شعبية شملت طبل الخصر ورقصات اليانغقه، وفق وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا).
وأجرى الرئيس الصيني شي جين بينج الخميس، محادثات مع توكاييف، ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمن ورئيس قرغيزستان صدير جاباروف، في شيآن
“أصدقاء وإخوة وشركاء جيدين”
ورحب شي جين بينج، بتوكاييف وأعرب عن سعادته باستضافته في شيآن، وهنأه بعيد ميلاده السبعين، وقال إن زيارة توكاييف “في هذه المناسبة الخاصة” تعكس قوة العلاقات الثنائية وتشهد على “العلاقة الخاصة مع الصين”.
وقال إن الصين وكازاخستان “أصدقاء موثوقين، وإخوة، وشركاء جيدين”، وفق “شينخوا”.
وأكد شي أن البلدين في مرحلة حاسمة من “التطوير والإحياء”، مشيراً إلى أن علاقات الصين وكازاخستان “دخلت مرحلة العقود الثلاث الذهبية المقبلة”
وقال إن كازاخستان “مستقلة ومستقرة ومزدهرة، تصب في المصلحة المشتركة للشعبين الصيني والكازاخستاني”، مضيفاً أن الصين تدعم حماية كازاخستان استقلالها الوطني، وسيادتها ووحدة أراضيها، وحقها في اختيار مسار التنمية الخاص بها، وفقاً لشروطها الوطنية.
ولدى لقائه مع الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان، أعرب شي عن سعادته بـ”لقاء الأصدقاء القدامى” في شيآن وأوضح أنه منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين وطاجيكستان “نمت العلاقات الثنائية من حسن الجوار إلى شراكة استراتيجية، ثم إلى شراكة استراتيجية شاملة”.
تذكير بنفوذ الصين
وقالت “بلومبرغ” إن شي يسعى من خلال القمة إلى تعميق نفوذ بلاده في وسط آسيا، تزامناً مع اجتماع زعماء دول “مجموعة السبع” في اليابان، “إلى التذكير بالنفوذ الصيني خارج العالم الذي تقوده الولايات المتحدة”.
ومن المنتظر أن يلقي شي كلمة افتتاحية في القمة يعلن فيها عن إجراءات جديدة للتعاون بين الدول الست، وفقاً لما ذكرته وزارة الخارجية الصينية.
وتأتي القمة في وقت تستضيف فيه اليابان قمة “مجموعة السبع” بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي تضع على رأس جدول أعمالها مواجهة “الإكراه الاقتصادي” للصين.
وقالت “بلومبرغ” إنه فيما ترى الصين نفسها معزولة بشكل متزايد داخل النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فإن تزامن الاجتماعين يرمز إلى عالم متعدد الأقطاب، تجد دول الجنوب العالمي نفسها فيه مدعوة كـ”شركاء استراتيجيين مهمين”.
استبعاد بوتين
وبينما توحدت روسيا والصين على مواجهة النفوذ الأميركي، فإن قرار شي جمع الدول الخمس السوفييتية السابقة، دون دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تشير إلى موقف بكين الأعلى بشكل متزايد في شراكتهما الثنائية التي وصفاها بأنها “دون حدود”.
ومنذ بدء روسيا غزو أوكرانيا، أصبح الكرملين أكثر اعتماداً على الصين لتوفير الدعم الاقتصادي لتغطية آثار العقوبات الغربية، وكذلك الدعم الدبلوماسي الذي تحتاجه بشدة.
وقال رافايلو باناتوتشي الزميل في معهد راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة إن “الروس قبلوا إلى درجة ما بأنهم لا يمكنهم التنافس مع الصين. ويرى كلاهما أنهما يعيدان تشكيل النظام العالمي سوياً بشكل متزايد”.
بديل لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية
وفيما يسعى شي إلى إعادة توجيه إدارة الشؤون الدولية بعيداً عن التجمعات الغربية، قال باناتوتشي إن شي يخلق هياكل تتمركز حول الصين.
وتابع: “الصين تحاول تقديم بديل لعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي شكله الغرب، والذي تمثله مجموعة السبع إلى حد كبير”.
وعمق الغزو الروسي لأوكرانيا العام الماضي من نفوذ دول آسيا الوسطى الغنية بالموارد، والتي بدأت السير على طريق الانحياز للصين.
ومذاك الحين، قرنت بكين استثماراتها في مجالات الطاقة وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة، والطرق والسكك الحديدية بتبادلات دبلوماسية رفيعة المستوى.
واختار شي الخروج من عزلة كوفيد-19 الدبلوماسية، إلى الساحة العالمية بزيارة كازاخستان سبتمبر الماضي، ليحضر أول قمة شخصياً في أوزبكستان بعدها بأيام.