غير مصنف
أيوب طارش يغني لوحدة اليمن ويثير جدلا حادا
ريبون نيوز _ الجزيرة نت
أثار الفنان اليمني أيوب طارش جدلا واسعا في الساحة اليمنية بعد عودته مجددا إلى جمهوره في أغنية وطنية جديدة أطلقها بالتزامن مع الذكرى 33 لتحقيق الوحدة اليمنية التي توافق 22 مايو/أيار من كل عام. وأطلق طارش قبل يومين أغنيته على موقع يوتيوب، وحملت عنوان “الوحدة المشوار الأعظم”، وتقول في مطلعها: “اسمك يا مايو محفور في صدري مرسوم بالنور يا وجه العذراء المستور يا حلم الأمة المنظور” وجاءت ردود أفعال جمهوره اليمني الواسع ممن يعشقون فنه مؤيدة ومرحبة، في حين تعرض لانتقادات قاسية من نشطاء ينتمون للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبنى مشروع انفصال جنوب اليمن عن شماله. ورأى نشطاء التيار الانفصالي أن الوحدة اليمنية انتهت منذ حرب صيف عام 1994م، ورأوا أن أيوب طارش “يريد أن ينفخ روح الحياة في جسد الوحدة التي يجب دفنها وإهالة التراب عليها ونسيانها”، حسب وصفهم. نقد وتجريح وزادت حدة الجدل بشكل غير مسبوق بانتقاد أكاديمي يمني شخصية أيوب طارش، وقال إنه “فنان يفتقر إلى الثقافة الأدبية؛ فهو ينظر إلى الأغنية بسذاجة القروي البسيط الذي يتعامل مع الكلمات من خلال إيقاعها فقط”. ورأى أستاذ النقد الأدبي الحديث والمعاصر بجامعة صنعاء قائد غيلان العلوي أن أغنية الفنان أيوب طارش الأخيرة “جاءت عبارة عن نشيد ساذج فكرة ولحنا وغناء لا تصلح حتى نشيدا مدرسيا”، وقال إن كلماتها ومعانيها “فاقدة للشعرية” و”لحنها رتيب”. وقال غيلان إن “المشكلة ليست في السن والمرحلة العمرية للرجل، بل في معرفته وثقافته المحدودة التي لا تسعفه في اختيار الأجود، ولا ترشده إلى متى يغني ومتى يتوقف”. وهنا ثارت ردود أفعال محبي أيوب طارش وفنه وطربه وانهالوا على الناقد الأدبي بردود أفعالهم الغاضبة والحادة على صفحته، بينما كتب المئات في مواقع التواصل ردودا عليه، واعتبروا أنه مس رمزا يمنيا كبيرا، وأن ما كتبه ليس نقدا فنيا، لكنه تجريح وإساءة لأحد عمالقة الفن والغناء في اليمن. فنان الشعب والوطن وقال الشاعر والروائي اليمني علي المقري -في حديث للجزيرة نت- إنه “لا مشكلة في تناول أعمال فنّان أو كاتب مهما بلغت شهرته ونجوميته، فهذا حق لكل صاحب رأي أو حتى ذوق. وبالإمكان للشخص الناقد أو المستمع أن يقول رأيه بطريقة موضوعية يمتلك فيها أدوات النقد الفني”. وأضاف المقري أن “المشكلة في تناول أعمال أي فنان باستخدام عبارات التجريح في شخصه ومسيرته الفنية، وهذ التجريح الذي يستهدف النيل من مكانته الفنية لدى محبيه لا ينطلق من معايير فنية أو ذوقية، وإنما من أهواء شخصية انفعالية، ولهذا يثير الكثير من اللغط، ويصير الرد على هذا التجريح بالكثير من الشتائم”. وأشار المقري إلى أن “الفنانين والأدباء المتميزين يلقون التقدير والاحترام في كل مكان في العالم، حتى في أثناء تناولهم أعمالهم، لكن يبدو أن الحرب في اليمن ألقت ظلالها على كل الحياة الاجتماعية والثقافية، وأصبحت المهاترات تعلو في الواقع”. وكانت الجزيرة نت حاولت أخذ رأي الفنان الكبير أيوب طارش، لكنه اعتذر عن إجراء أي أحاديث صحفية أو إذاعية أو تلفزيونية، من دون إبداء الأسباب. ويطلق في اليمن على أيوب طارش “فنان الشعب والوطن” وهو من مواليد عام 1942م بمحافظة تعز اليمنية، وهو مغني النشيد الوطني اليمني وملحنه، والذي أقر لدولة الوحدة عام 1990. زرياب اليمن ويرى الباحث اليمني توفيق السامعي أن “أيوب طارش هو زرياب اليمن وموسيقاها وألحانها المرهفة، يعيش مع اللحن والموسيقى بإحساسه المرهف، وصوته العذب الندي، ومقاماته الساحرة”. وأشار السامعي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن “أغاني أيوب طارش لم يكن محلها اليمن وحسب، بل انتشرت في دول الخليج، ويقلدها فنانون من المغرب العربي، ويحملها اليمني في كل موطن يذهب إليه في أقاصي المعمورة، فهي تحرك وجدانه الأزلي وأحاسيسه ووطنيته وهويته الأبدية”. ورأى أن “لكل فنان مرحلته وعمره التي يستطيع أن يبدع فيها ويعطي أفضل ما لديه، وله مرحلة يحب أن يتوقف عندها ولا شك، وذلك حينما يبدأ صوته التغير ولا يناسب أداؤه ألحانه”. لكنه أكد أن “أيوب طارش مدرسة يمنية في الفن لم يأت أحد بعده بنفس أدائه، وربما لن يأتي في المستقبل”. وشدد السامعي على أن التحامل على أيوب طارش له دوافع أخرى غير الجانب الفني، وهي أن “مصالح الانفصاليين في الجنوب كما هي مصالح الإماميين الحوثيين في الشمال تتحامل على الحالة الإبداعية التي أنتجها أيوب في مواجهة كلا المشروعين”. وأشار إلى أن الحوثيين بعد الانقلاب في صنعاء عام 2014 بدأوا محاولة لمحو وطمس آثار الأغنية الوطنية التي أبدعها أيوب طارش لأنها تذكر الشعب اليمني بالثورة والتحرر وتحمس وتعزز جوانبه الوطنية في كل المجالات.