تقارير وتحقيقات
جدلية افتتاح مطار الريان… الجاهزية تامة والجدوى غائبة!
أسال الحديث عن افتتاح مطار الريان الدولي، الكثير من الحبر، وعادة ما كانت العاطفة هي لسان معظم من كانوا وما زالوا يدعون إلى إعادة نشاط المطار الملاحي، عاطفة جييرها البعض للاستهداف السياسي ومحاولة تعكير صفو الاستقرار الذي تنعم به مدن ساحل حضرموت وفي مقدمتها مدينة المكلا، بعد أن غاب العقل والمنطق عن الإدعاءات التي تضغط باتجاه افتتاح المطار، الذي لا يختلف الجميع في الرأي على أهميته للتخفيف من معاناة المواطنين، لكن الوقوف بموضوعية وتجرد ذاتي أمام وضعية المطار حالياً، ومستقبله، والرؤى التي لا بد أن تحيط بفرضية تشغيله، قد يجعلنا نعيد حساباتنا بتعقل ونتريث في الحكم على كل ما يعيق عودته إلى سابق عهده. “حضرموت 21” ذهب بعيداً في تتبع هذه الخيوط، من منبعها، من مصادر قد تبدو محدودة كماً، ولكن نوعية ما قالته جدير بالتمعن وإعادة القراءة مرات ومرات. فوزارة النقل والهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد الجوية “لا تالوا جهدا في تطبيع الاوضاع في المطارات، ومن بينها مطار الريان الدولي الذي توليه اهتماما خاصا للتعجيل بعودة نشاطه الملاحي المدني”، هذا ما أكده مستشار رئيس الهيئة للشؤون الفنية م. عبدالله صالح الشبيبي، في حديثه الخاص لـ”حضرموت 21”. وأكمل الشبيبي “لقد أوشك الانتهاء من استكمال بناء صالة المطار الجديدة وتزويده بمختلف التجهيزات المرتبطة بنشاطة، وفقا للشروط وقواعد الأمن والسلامة للمنظمة الدوليه للطيران المدني ICAO”. وأضاف “نؤكد هنا أن جميع الأعمال المدنية والفنية قد تم الانتهاء منها. وحالياَ تجري دورات تنشيطية قصيرة المدى في موقع الحدث، لجميع الدوائر الفنية، ومن أهمها إدارة الحركة الجوية القلب النابض للمطار، وكذلك دورات تنشيطية لمختلف الجهات الفنية والأمنية”. وأوضح أن هذه الدورات”ستتوج بانتهائها قريباً بعودة مطار الريان لمزاولة نشاطه الملاحي المدني”، مؤكداً أن “مطار سيئون لن يتأثر بعودة مطار الريان، بل سيخفف الضغط عليه وبالتالي سيعود بالفائدة للمسافرين”. وأكد الشبيبي “ترحيب الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد بأي شركات طيران تريد تعمل عبر مطاراتها كان رحلات داخلية أو خارجية، وهذا سيخلق منافسه في تقديم خدمة افضل للمسافرين”. وذكر أن “الهيئة تولي اهتماما خاصه لأمن وسلامة الطيران في أجوائها وذلك بربط النظام الملاحي الجوي اليمني بالطيران العالمي، وكذلك تزويد مطارات الجمهورية بأجهزة حديثة ومتطورة في مجال الملاحة الجوية والأمنية ومحطات رصد حديثة”. وفي معرض رده على أسئلة “حضرموت 21” حول مستقبل حركة الملاحة في مطار سيئون إذا تم افتتاح مطار الريان بالمكلا، قال مدير المطار علي باكثير، “لا يوجد أي تأثير على الإطلاق، المطارات عملت من أجل خدمة المواطن في الداخل والخارج”. وتعقيبا على سؤال طرح فرضية تقلص نشاط مطار سيئون بعد افتتاح مطار الريان، قال باكثير: “أبداً، الرحلات في أي مطار تكون زيادتها أو انخفاضها يكون بناء على طلب المسافرين أنفسهم”. وعن المشكلات التي تواجه حركة مطار سيئون أجاب باختصار ” لا توجد لدينا مشكلات من شأنها توثر على حركة الطيران”. رأي مخالف لما يقال بين أوساط الناس، لكنه يتسم بلغة عقلانية ورؤية موضوعية أثاره علي بامطرف، صاحب وكالة سفريات بتأكيده في حديثه الخاص لـ”حضرموت 21″ أن “البلاد في الوقت الحالي غير مستوعبة اثنين مطارات في عدن وسيئون، والدليل أن الرحلات قلت في مطار سيئون خلال الفترة الماضية رغم أن مطار سيئون 80 إلى 90 في المائة من الركاب من المحافظات الشمالية بحكم إغلاق مطار صنعاء”. وشدد على أنه “حتى لو فتح مطار الريان، لن يأت المسافرين من المحافظات الشمالية إلى المكلا لأنه أبعد عنهم، وهذا كله يمكن يتغير 180درجة في حالة أنه نزلت في مطار الريان شركة طيران عالمية، فلاي دبي، العربية، الإماراتية، طيران الاتحاد”. وأوضح: “هنا ستصبح للريان، ميزة تنافسية بوجود شركة ستنقلك إلى كل العالم، بينما نحن نتكلم عن اليمنية أو بلقيس معهم طائرة واحدة تروح الأردن والخرطوم أو السعيدة معهم طائرة للخرطوم، واليمنية 2 أو 3 طائرات تنقلك إلى الأردن والقاهرة والخرطوم وبومباي، خيارات محدودة جداً”. وأبدى بامطرف “استغرابه من الناس المهتمين جداً بافتتاح مطار الريان، ففي سيئون عندهم مطار ما هي الميزة التي يتمتعون بها، إذا القصة على 4 ساعات سفر بر من المكلا إلى سيئون ما هي حاجة كبيرة جداً إلا للمرضى طبعاً مع تقديرنا لمعاناتهم”. وقال “هذه الساعات الأربعة في السفر براً ما هي ميزة فارقة، فإذا لم توجد مع افتتاح (الريان) شركة طيران عالمية حتى من شركات الدرجة الثانية، فأن المطار أنا اعتبره (زيرو) على الشمال، ما له أي قيمة ولا له أي أهمية”..
صحيفة حضرموت21