كتابات

ماحد يُلَقِّيْ سقاية وأهل بيته ظماء

ريبون/ كتابات

كتب/ الاستاذ فرج عوض طاحس

هذا عنوان لأغنية شعبية اشتهرت في السبعينات للشاعر والملحن الشعبي المرحوم محفوظ باحشوان من أبناء مدينة تريم. كان يشغل مدير الثقافة ، والسقاية هي مبني معرو ف يقام بشكل هندسي جميل ، معالمة تريم سابقا بارعون في بنائه ، يقام بالقرب من المساجد والمدارس وعلى الطرقات للجمال والمارة وفي الأسواق ، تزود بالماء للشرب وعادة تُحْفَرُ آبار المياه العذبة بالقرب منها ، وتوقف عليها الأوقاف ، وهي عبارة عن صدقة جارية يتصدق بها الميسورون من أبناء حضرموت ، وهي عادة متبعة مشهورة منذ القدم ، عملا بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلااث ، ولد صالح يدعو له ،أو صدقة جارية، أو علم يُنْتَفَعُ به ، وقد تطورت هذه السقايات اليوم وإطلق عليها البرادات وزودت بالكهرباء وٱلة للتبريد ، حتى يتمكن العطشان الحصول على شربة ماء باردة تروي عطشه في ظل حرارة الصيف ، وهذه البرادات منتشرة بشكل كبير في وادي حضرموت ، ، وأغلبها صناعة محلية ، ومضمون هذه الأغنية أنه لايجوز أن يتصدق الميسورون على الغريب وأهل بيتهم وأقاربهم في حاجة إلى هذه الصدقة ، ففضلها كبير وفائدتها أعم على الأقارب . المؤرخ والباحث الإجتماعي ، الإستاذ جعفر السقاف استشهد بهذا المثل الشعبي في تصريح جريئ وشجاع أمام المحافظ البحسني وبحضور رئيس حكومة الشرعية معين ، والرئيس أثناء انعقاد برلمان البركاني المنتهي الصلاحية في مدينة سيون على مايبدو ، حيث قال : سمُّوا حضرموت ماشئتم ، إقليما أو محافظة ، لكن بترولنا بترولنا ، يجب أن يكون لنا ، البترول من حضرموت وخيره لغيرنا ، ماحد يُلَقِّي سقاية وأهل بيته ظماء ، ماحد يُلَقِّي سقاية وأهل بيته ظماء ، بالفعل البترول من حضرموت وخيره يذهب لغير أهلها ، انظروا ماتعانيه حضرموت واديها وساحلها من تردي في الخدمات ، ولاسيما الكهرباء كل صيف ، ووعود وراء وعود بتحسين التيار الكهربائي ، ووضع حد نهائي لهذه الإنقطاعات ، لكن من دون فائدة ، خيرات حضرموت ونفطها تُنْهَبُ من قبل حكومات الشرعية الفاسدة ومتنفذيها ، وأهلها تزيد معاناتهم يوما عن يوم ، لكن اللوم والعتاب يقع على مسؤولينا اللذين يتربعون. على كراسي السلطة في الوادي والساحل ويلزمون الصمت تجاه هذا الظلم والجور الذي تتعرض له حضرموت وأهلها ، وعلى المحافظ بدرجة أساسية ، والذي يُغِيظ أيضا أننا نسمع تهديدات من قبل بعض المسوولين بأن لديهم خيارات أخرى في حالة عدم استجابة الحكومة لطلباتهم ومناشداتهم ، لكن سرعان ما تذهب هذه التهديدات أدراج الرياح مجرد أن يأتيهم اتصال من مسؤول ما ووعود ، نريدكم مرة واحدة يامسؤولينا أن تكونوا صادقين وجادين وتُثْبِتُوا أنكم قدر الثقة الممنوحة لكم ، اوقفوا البزبوز وسترون الجميع يأتون مهرولين إليكم ومعتذرين ، لكن ياترى هل لديكم الجرأة والشجاعة وحضرموت كلها ستقف معكم ، وإلا تخافون على مصالحكم وكراسيكم .

المقالات التي يتم نشرها بالموقع لاتعبر بالضرورة عن سياسة الموقع وإنما عن رأي كاتبها .

إغلاق