محلية
لمواجهة التعنّت الحوثي.. عقوبات أميركية وانتقادات دولية
ريبون/ وكالات
إذا كانت الجهود الكبيرة التي بذلتها سلطنة عُمان لإقرار وقف لإطلاق النار في اليمن وما أبداه تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية من مرونة وتجاوب مع تلك الجهود لم تفض إلى النتيجة المأمولة، فإنّها على الأقل كشفت بشكل نهائي الطرف المعرقل لجهود السلام ووضعت الحوثيين في مرمى الضغوط الدولية التي بدأت تلوح بوادرها.
وصعّد الحوثيون من هجماتهم العسكرية وحدّة خطابهم الإعلامي في مؤشر على تعثر الجهود التي قادتها سلطنة عمان لإقناع زعيم الجماعة بالموافقة على بنود الخطة الأممية لوقف إطلاق النار في اليمن كحزمة واحدة غير قابلة للانتقاء.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ“العرب”، عن مغادرة الوفد الأمني العماني صنعاء الجمعة برفقة وفد المفاوضات الحوثي، بعد حوالي أسبوع من اللقاءات التي قام بها الوفد مع قيادات الصف الأول في الجماعة.
وأشارت المصادر إلى أن الوفد مدد برنامج زيارته ليومين إضافيين في اللحظات الأخيرة، بعد لقاء عبدالملك الحوثي في صعدة، بانتظار أي تحولات مفاجئة قد تطرأ على موقف زعيم الجماعة الذي أحال الوفد إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط الذي جدد رفض الجماعة القبول بالخطة الأممية، مشترطا إعلان التحالف العربي عن فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون قيود ووقف عمليات التحالف العربي الجوية، قبل تجميد الحوثيين لعملياتهم العسكرية باتجاه الأراضي السعودية، دون أن يشمل وقف إطلاق النار وقف الهجمات العسكرية على محافظة مأرب.
وفي تأكيد على موقف الحوثيين الرافض لخطة وقف إطلاق النار المقترحة من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والتي تحظى بدعم دولي وإقليمي، أكد القيادي الحوثي محمد البخيتي في لقاء تلفزيوني استمرار جماعته في عملياتها العسكرية “حتى تحرير آخر شبر من اليمن”، في تأكيد على إصرار الحوثيين على فصل مسار مفاوضاتهم مع التحالف العربي عن مسار الصراع العسكري ضد الحكومة المعترف بها دوليا.
أنتوني بلينكن: سنواصل الضغط على الحوثيين لقبول وقف إطلاق النار
واستهدف الحوثيون مساء الخميس مدينة مأرب المكتظة بالنازحين بهجوم صاروخي وبالطائرات المسيرة هو الأعنف من نوعه، حيث تسبب الهجوم الذي تم باستخدام أربعة صواريخ باليستية وعدد من الطائرات المسيرة وفقا للسكرتير الصحافي لمحافظ مأرب علي الغليسي في سقوط ثمانية قتلى وأكثر من 27 جريحا، وترافق القصف على مأرب مع هجوم حوثي جديد بالطائرات المسيرة المفخخة على الأراضي السعودية.
وفي تأكيد على إبلاغ مسقط المجتمع الدولي بفشل جهودها لإقناع الحوثيين بخطة وقف إطلاق النار، شهد الموقفان الأميركي والأوروبي تصاعدا ملحوظا في حدة الانتقادات الموجهة لميليشيا الحوثي، حيث أعلنت وزارة الخزانة الأميركية الخميس فرض عقوبات جديدة على أشخاص وكيانات حوثية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، تقوم بتوفير “عشرات الملايين من الدولارات من عائدات بيع السلع مثل البترول الإيراني” والتي “توفر الدعم المالي الذي يمكّن الحوثيين من تهديد البنية التحتية المدنية والحيوية في اليمن والمملكة العربية السعودية”.
وجاءت العقوبات الأميركية ردا على مواقف الحوثيين المتصلبة إزاء جهود التسوية التي يقودها المجتمع الدولي في اليمن، وتسرب معلومات عن إخفاق الجهود التي تقودها مسقط في إقناع الحوثيين بالتوقيع على الاتفاق وتجنب المزيد من العقوبات الدولية، التي باتت واشنطن تلوّح بها صراحة في وجه الميليشيات المدعومة من إيران.