عناوين الصحف

صحف عربية: قضية الجولان تضع العرب أمام تحديات دقيقة

وضع القرار الأمريكي الأخير القاض بإعلان الولايات المتحدة السيادة الإسرائيلية على الجولان العرب في تحدي سياسي دقيق، خاصة مع قرب انعقاد القمة العربية فضلاً عن التخوف من أن يشمل هذا القرار تبعات أخرى تتعلق بالقدس أو أراض عربية أخرى.
ووفقاً لصحف عربية صادرة، اليوم الخميس، فإن لبنان بات مهدداً بقوة الآن عقب قرارات ترامب وتحديداً فيما يتعلق بالسيادة على مزارع شبعا، فيما تطالب الكثير من الأوساط العربية بالسعي الجديد للإعلان عن موقف حازم خلال القمة العربية بتونس.

السلام

وأشار الخبير السياسي بصحيفة “الأهرام” المصرية جمال عبد الجواد، ضمن مقال له حمل عنوان “ومازال السلام قائماً بعد أربعين عاماً”، إلى خطورة الخطوة الأمريكية الأخيرة بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السورية المحتلة.
وتطرق عبد الجواد إلى كواليس هذه الخطوة واصفاً قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالدفاع عن السيادة الإسرائيلية على الجولان بالقرار الشاذ.
وقال إن “ترامب أشار إلى أن الجولان ظلت تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 50 عاماً بعد أن تم احتلالها فى حرب يونيو (حزيران) 1967”.
وأشار إلى التشابه السياسي بين القدس والجولان، قائلاً إن “ترامب وقبل أقل من عامين، استند إلى أمر واقع مشابه لإعلان القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل”.
وشدد عبد الجواد على أهمية الحرب والسلام في ذات الوقت، زاعماً أن شيء مشابه لمصير الجولان والقدس كان يمكن أن يحدث لسيناء المصرية لو تراخت مصر في تحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي عبر ملحمة الحرب والسلام.
مشيراً إلى أن خطوة الحرب كانت مصيرية والسلام كان ضرورياً لاستعادة الأراضي العربية المحتلة من إسرائيل.

المقايضة

وطرح طوني عيسى تساؤلاً عبر صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عما إذا كان هناك مقابل سياسي للخطوة الأمريكية تقتضي ببقاء الأسد”.
وتحت عنوان هل جرت المقايضة؟ “الجولان مقابل الأسد”؟ قال عيسى إن “السؤال المهم الآن هو، ما موقف الأسد من سلخ الجولان عن الخريطة السورية؟ وما موقف الحليف إيران؟.
وتطرق إلى ما يتردد في أوساط المعارضة السورية قائلاً إن “هناك كلام كثير عن أنّ الأسد لا يمانع في التخلّي عن الجولان إذا كان الثمن هو بقاؤه في السلطة”، وبعض المغالين يقولون: أساساً، إن “الرئيس حافظ الأسد انسحب من الجولان، في حرب 1967، قبل أن ينهزم عسكرياً”، ويردّدون أنّ “عملية تسليمٍ مقصودةٍ للجولان جرت مقابل استتباب حكم الأسد الأب”.
واستشهد بصحة هذه الفرضية بالقول إن “الدليل الآن هو هدوء “جبهة” الجولان عشرات السنين، فيما كل الحروب مع إسرائيل خاضها الأسد عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ومن خلال اللبنانيين، ولا سيما منهم “حزب الله”.
وأشار الكاتب إلى إمكانية موافقة إيران نفسها على صفقة تسليم الجولان لإسرائيل، مشيراً إلى أن هذه الخطوة الآن لا تبدو مستحيلة.
وقال إن “إيران ستوافق على هذه الخطوة إذا أصبحت الخيار الواقعي الوحيد، والدليل هي أنها انسحبت 85 كيلومتراً عن الجولان، بناءً على وساطة روسيا وبطلب من إسرائيل”.

مواجهة

صحيفة الرأي الكويتية تطرقت بدورها إلى هذه القضية، وتساءلت هل تبدأ من لبنان شرارةُ مواجهة إسرائيل وأمريكا؟ وقالت الصحيفة أن القضاء اللبناني قرر إجراء مسْحٍ للأراضي اللبنانية المحتلة في خراج بلدات كفرشوبا، شبعا، هونين، العديسة وبليدا.
وكشفت الصحيفة أن هذه الخطوة بمثابة وضع النقاط على الحروف كي يتنبه كلّ من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، إلى أن قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان لا يعني لبنان أبداً، وأنه مستعدّ للدفاع عن أراضيه واستعادتها ولو بالقوة.
وأشارت الصحيفة وبصورة مباشرة إلى الحكومة ومع إقرارها في بيانها الوزاري بالمقاومة المسلّحة كوسيلة لاستعادة الأراضي من قبل الشعب اللبناني المقاوِم وبالتالي أقرّت بالمعادلة الثلاثية “الجيش الشعب والمقاومة”، وبذلك تكون المواجهة أصبحتْ محسومة، لتصبح المبادرةُ بيدِ المقاومة حين تعتبرها مناسِبةً تحت عنوان استعادة الأراضي المحتلة اللبنانية التي تحتفظ بها إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى وجود تحركات لبنانية في هذا المجال، مشيرة إلى أن سقف المواجهة أرتفع بجلاء عقب لقاء الرئيس اللبناني ميشال عون مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بموسكو، حيث أعلن الرئيس اللبناني في هذه القمة رفضه للمقترحات الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن سياسات ترامب جعلت الشرق الأوسط أقل أمناً بإعطاء ما لا يملكه لإسرائيل حين لم تكن تحتاجه، إذ تسيطر عليه أصلاً ولا تنوي سوريا استعادته في السنوات القليلة المقبلة لحاجتها لإعادة بناء كل شيء تهدّم فيها.

القمة العربية

وأشار المحلل السياسي التونسي بصحيفة “العرب” وسام حمدي إلى دقة هذه القضية مع اقتراب القمة العربية المقبلة في تونس.
وقال حمدي إن “الملفات والقضايا المشتركة التي تحاصر العالم العربي من مشرقه إلى مغربه تتراكم إلى حد وصل فيه الأمر بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتخاذ قرارات خطيرة تمس من سيادة الدول العربية، موزعا هداياه وهباته من الأراضي العربية المحتلة لحليفته إسرائيل وكان آخرها منحه الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للاستحواذ دون موجب حق على مرتفعات الجولان السورية المحتلة”.
وقال حمدي “يبدو أن الرئيس الأمريكي قصد اختيار التوقيت لجعل الجميع أمام الأمر المقضي، إذ أن ترامب يُدرك جيّداً وبطريقة قصدية ما يفعل باتخاذه قراراً خطيراً يخص الجولان قبل بضعة أيام فقط من انعقاد القمة العربية بتونس وقبل أسبوعين تقريباً من الانتخابات العامة الإسرائيلية، في 9 أبريل (نيسان) المقبل.
وأشار حمدي إلى أنه وفي قلب هذه التطورات الأخيرة، تكتفي الدول العربية بقيادة الجامعة العربية بإعادة إنتاج وتصدير بيانات سياسية روتينية لا تخلو كعادتها من عبارات الشجب والإدانة دون طرح بدائل واقعية تخدم أمهات القضايا العربية من المحيط إلى الخليج وليس فقط في علاقة بالقضية الفلسطينية أو قصة هضبة الجولان التي تحوم حولها “بعيداً عن خطوة ترامب” عدة شبهات وروايات في علاقة بما قدّمه النظام السوري طيلة عقود منذ حرب 1967 لاستردادها أو للمطالبة بأحقية السيادة السورية عليها.

 تحديث نت
إغلاق