أخبار العالم
“تجمع المهنيين السودانيين”.. هيئة وطنية تتزعم الاحتجاجات ضد البشير وحكومته
يتزعم “تجمع المهنيين السودانيين” الذي يضم عددا من النقابات والجمعيات، الحراك الشعبي ضد الرئيس عمر البشير والذي اندلع في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 بعد أن رفعت الحكومة أسعار الخبز والوقود. فما هو هذا التجمع؟ ومن وراءه؟
منذ انطلاق الاحتجاجات الشعبية في السودان ضد نظام الرئيس عمر البشير في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018، برزت هيئة تسمى “تجمع المهنيين السودانيين”، وتضم عدة جمعيات ونقابات وحركات من المجتمع المدني، لتتزعم هذا الحراك المستمر.
ويواصل آلاف المتظاهرين التجمع والتظاهر على خلفية ارتفاع سعر الخبز والوقود وبعض المواد الاستهلاكية الأساسية، وهم يطالبون الجيش لدعم مطلبهم باستقالة البشير. وأفادت وكالات الأنباء الدولية أن قوات الجيش السوداني انتشرت الاثنين في محيط مقر قيادته العامة في الخرطوم في الوقت الذي يعتصم فيه المتظاهرون منذ السبت في أكبر تحرك مناهض للحكومة منذ شهور بمحيط مجمع للجيش الذي يضم مقر إقامة البشير ووزارة الدفاع.
بناء وتوحيد “النقابات الشرعية”
وبحسب موقع “السودان بوست”، فإن “تجمع المهنيين السودانيين” ظهر لأول مرة في مايو/أيار 2016 خلال فترة من الإضرابات والمظاهرات، وبدأ بعدها “يبني نفسه بصورة بطيئة (…) تستند إلى رؤية واضحة المعالم”، قبل أن يظهر “بصورته الحالية أول مرة” في يوليو/تموز 2018، عندما أعلن عبر ميثاقه عن برنامج واضح المعالم” بهدف بناء وتوحيد “النقابات الشرعية”.
أمين عام قوى نداء السودان: سيأتي يوم يسلم فيه البشير نفسه للمحكمة الجنائية
ويضم هذا التجمع عدة هيئات مهنية تمثيلية أبرزها: لجنة المعلمين، لجنة أطباء السودان المركزية، رابطة الأطباء البيطريين، نقابة المحامين، نقابة أطباء السودان الشرعية وشبكة الصحفيين السودانيين.
وفي تغريدة نشرها الاثنين على حسابه عبر تويتر، كتب “تجمع المهنيين السودانيين”: “إنها لثورة حتى النصر الذي نراه قريبا وقريبا وجدا”. ودعا كل أقاليم البلاد إلى الدخول في اعتصام مشابه ومتزامن مع اعتصام العاصمة أمام مقرات قيادات الجيش “حتى فجر الخلاص وإزالة هذا الكابوس، مع تفعيل الإضراب العام في كل مدن السودان”.
“ما حصل في الجزائر هو بالضبط ما نطالب به”
وفي مقابلة الأحد مع وكالة الأنباء الفرنسية، قالت الناطقة باسمه سارة عبد الجليل، وهي نقيبة الأطباء السودانيين في بريطانيا، إن “العنف عقبة أمام نجاح” الحراك. وتابعت: “لو كانت قوات الجيش والشرطة السودانية مستقلة، لو سمح لنا بممارسة حقنا (…) في حرية التعبير لما كنا اليوم في هذا الوضع،لكانت استقالت الحكومة كما نطالب منذ سنوات“.
وقفة مع الحدث: هل يقبل البشير فعلا التخلي عن السلطة؟
وفي ردها على السؤال “هل استوحى المتظاهرون في السودان من الوضع في الجزائر حيث أدت التظاهرات إلى استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة؟”، قالت سارة عبد الجليل “: ما حصل في الجزائر هو بالضبط ما نطالب به. في الجزائر الجيش مستقل. لم يتعرض المتظاهرون للعنف أو القتل أو السجن ولم تنتهك حقوقهم. بالتالي تكللت مقاومتهم بالنجاح”.
وفي إشارة واضحة إلى مطالب التجمع، دعت المتحدثة باسم المجتمع الدولي إلى “إدانة ما يحصل في السودان (…) ودعم مطالب المحتجين، أي على حد قولها: “استقالة الحكومة ونقل السلطات وإعادة إعمار السودان من خلال وضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان والترويج لحقوق المرأة ومساهمة الشعب في إعادة صياغة” الدستور.
“ثورة تختلف عن سابقاتها”
ويعتمد هذا التجمع على الإضراب بوصفه وسيلة سلمية للتغيير السياسي، واعتبر بعض المحللين للشأن السوداني، بينهم الأكاديمي الدكتور عبد الوهاب الأفندي، أن ما يحدث في هذا البلد منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 ثورة “تختلف عن سابقاتها”، إذ انطلقت “من الأقاليم بدلا من العاصمة الخرطوم”، وانتشرت في أرجاء البلاد بـ”سرعة خاطفة”.
ومن أبرز الشعارات التي يرفعها المتظاهرون منذ انطلاق الاحتجاجات: “سلمية، سلمية” و”حرية، سلام، وعدالة، الثورة خيار الشعب“. ويحكم نظام عمر البشير السودان بقبضة من حديد منذ 30 عاما.