تقنية

نزاع «غوغل» و«هواوي».. معركة ذات نكهة سياسية

ريبون / لندن

صحيفة «غارديان» البريطانية: إن الحروب التجارية، مثل الحروب العسكرية، عندما تبدأ يصعب إيقافها.

وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها، المنشورة الإثنين الماضي، إلى أن قرار شركة «غوغل» الأمريكية بحظر برمجياتها من هواتف شركة «هواوي» الصينية في المستقبل، جاء بعد ضغط كبير من واشنطن.

وأضافت: رغم ذلك، فسوف تكون خطوة تندم عليها جميع الأطراف، مشددة على أن ما يحدث معركة لا رابح فيها.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الضرر سيكون بالغًا بالنسبة للشركة الصينية؛ لأنها لن تتمكن من بيع الكثير من أجهزتها خارج الصين دون التعاون مع الشركة الأمريكية، متوقعة اختفاء هواتف «هواوي» من نصف سوقها العالمي، وذلك دون احتساب معدات شبكات الجيل الخامس G5 التي كانت السبب في هذا النزاع. وأوضحت «غارديان»، أن السبب الأساسي في هذا النزاع بطبيعة الحال هو تخوّف أمريكا من فقدان الهيمنة العالمية وإصرار الصين على منافستها، وأشارت إلى أنه رغم أن الضرر الذي قد يلحق بالشركة الأمريكية أقل وضوحًا على المدى القريب، إلا أنه على المديَين المتوسط والبعيد أكثر شدة.

وتابعت «غارديان»: على الرغم من أن نظام التشغيل أندرويد مفتوح المصدر، ويمكن استخدامه بحرية وتكييفه من قبل أي شخص، إلا أن أندرويد بمفرده غير قابل للاستخدام، وتتحكم غوغل تمامًا في طبقة البرمجيات التي تجعل أندرويد جذابًا وقيّمًا للمستهلكين.

وأردفت: تُعدّ كل من الخرائط والبريد ومحرك البحث ومتجر التطبيقات وغير ذلك الكثير ملكًا لشركة غوغل، ويجب على الشركات التي ترغب في استخدامها توقيع اتفاقيات تفيد بعدم إنشاء هواتف تعمل بنظام تشغيل مختلف، وهذا يضعها تمامًا تحت رحمة «غوغل»، التي أظهرت الآن أنه لا يمكن الوثوق بها.

ومضت تقول: تحت ضغط حكومة الولايات المتحدة، سوف ينقطع الوصول إلى كل ما يجعل هاتف أندرويد قابلًا للبيع. وبالتالي، أي شركة ترغب في الاعتماد على مثل هذا الشريك؟، وأضافت: تعتبر هواوي واحدة من الشركات القليلة الكبيرة بما يكفي لتتمكّن من تطوير بديلها الخاص، لكن إنتاج شيء يمكنه المنافسة خارج الصين سيستغرق سنوات، وربما يثبت أنه مستحيل. وأكدت الصحيفة البريطانية أن الصراع لا يدور حول التكنولوجيا على الإطلاق، لافتة إلى أن «هواوي» تتعرض للهجوم باعتبارها ممثلة للدولة الصينية.

وختمت بالقول: سواء أكانت الصين أو الولايات المتحدة هي الفائزة، فإن كلا الجانبين سيعاني، مشيرة إلى أن الصراع يدور حول مَن يهيمن ويتسيّد.

إغلاق