أخبار العالم

حالة من الشلل تسيطر على جنوب العراق إثر يوم دموي واستمرار المظاهرات في بغداد

ريبون / وكالات

اندلعت في مدينة كربلاء جنوب العراق ليل الثلاثاء الأربعاء أعمال عنف وإطلاق الرصاص الحي من قبل القوى الأمنية مما أدى إلى سقوط قتيل. وصباح الأربعاء سيطر شلل شبه كامل على جنوب البلاد بعد أن قطعت أغلب الطرق وأعلنت العتبات الدينية إقفال مدارس الأطفال الدينية وأغلقت الدوائر الحكومية. ولا تزال سحب الدخان تتصاعد من كربلاء التي تحمل رمزية دينية لدى الشيعة. فيما تستمر المظاهرات في بغداد ومدن أخرى.

أعلنت الجهات المسؤولة عن إدارة العتبات الدينية في العراق الأربعاء عن إغلاق جميع مدارس الأطفال الدينية في مدن كربلاء والنجف المقدستين بالإضافة إلى مدينة الحلة عاصمة محافظة بابل الواقعة إلى الشرق من كربلاء. هذا القرار اتخذته العتبات الدينية على إثر ليلة دموية تخللتها أعمال عنف للمرة الأولى خلال النهار في مدينة كربلاء واستخدم خلالها الرصاص الحي ما أدى إلى سقوط قتيل بحسب مصادر طبية.

وقطعت أغلب الطرق وأغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في جنوب العراق، وتواصل تصاعد سحب الدخان الأسود من مدينة كربلاء (100 كلم جنوب بغداد)، التي يزورها ملايين الشيعية سنويا قادمين من عموم العراق ومختلف دول العالم.

وواصل متظاهرون قطع عدد كبير من الطرق في وسط مدينة كربلاء وعلى مداخلها، ما أدى الى قطع طريق رئيسي يؤدي إلى محافظة بابل حيث شهدت الاحتجاجات خلال اليومين الماضيين أعمال عنف خلفت حوالى مئة جريح أغلبهم بقنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الأمن، وفقا لمصادر طبية.

استمرار المظاهرات في بغداد ومدن أخرى

أما مدينة الديوانية التي تصدرت موجة الاحتجاجات والتي تقع إلى الجنوب من كربلاء فقد شهدت الوضع نفسه حيث أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس فيما قطع متظاهرون أغلب الطرق بإطارات سيارة مشتعلة لمنع الموظفين للوصول إلى مقر عملهم فيما انسحبت قوات الأمن لتجنب وقوع مواجهات معهم، وفقا لمراسل وكالة الأنباء الفرنسية. كما أغلقت الدوائر الحكومية والمدارس في مدن الكوت والبصرة والحلة والنجف واستمرت الاعتصامات بدون وقوع أعمال عنف.

وتواصلت الاحتجاجات في البصرة والناصرية حيث تقع حقول رئيسية للذهب الأسود الذي يمثل المورد الرئيسي لميزانية البلاد، واعتصم متظاهرون عند شركة نفط ذي قار الحكومية شرق الناصرية، لكن العمل تواصل في حقول النفط الواقعة في كلا المحافظتين.

على ذات الصعيد، استمرت التظاهرات في بغداد التي تعد المركز الرئيسي لاحتجاجات في البلاد، وانتشر متظاهرون يرتدون خوذا ويغطون وجوههم بشالات رقيقة لتجنب الغاز المسيل للدموع الذي تطلقه قوات الأمن التي تتستر خلف جدران إسمنتية.

وتأتي احتجاجات بغداد، غداة ليلة صاخبة شهدتها ساحة التحرير الرمزية في وسط العاصمة لاحتفالات شارك فيها آلاف العراقيين بفوز منتخبهم الكروي على منتخب قطر في إطار تصفيات دورة الخليج. وقتل ستة أشخاص جراء ثلاثة انفجارات شبه متزامنة وقعت الثلاثاء في مناطق متفرقة في بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.

يذكر أن العراق يعد واحدا من أكثر دول العالم ثراء بالنفط وأيضا من أكثر الدول فسادا، واندلعت فيه حركات احتجاجية منذ الأول من تشرين الأول/أكتوبر. ويطالب المتظاهرون بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعتبرونها فاسدة. وكانت هذه الاحتجاجات الأولى التي تخرج عفويا منذ عقود وشهدت أعمال عنف أوقعت أكثر من 350 قتيلا منذ بدئها.

 

فرانس24/ أ ف ب

إغلاق