غير مصنف
صحيفة بريطانية : إخوان اليمن يقاومون تفكيك ما تبقى من نفوذهم في شبوة
ريبون نيوز – شبوة
يعمل حزب الإصلاح الإخواني على إعاقة الإصلاحات التي يقوم بها محافظ شبوة عوض الوزير العولقي، في محاولة لمنع انهيار نفوذهم في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز والتي كانت تمثل أحد أبرز معاقلهم قُبيْل إقالة المحافظ الإخواني السابق محمد بن عديو.
وألمح العولقي في بيان إلى تمرد عسكري قام به أعضاء فصيل عسكري خاضع لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، في معرض إعلانه عن إقالة قائد القوات الخاصة في المحافظة وإثنين من الضباط التابعين له، بسبب رفضهم تمكين قائد أمني كلفه المحافظ بالإشراف على تلك القوات حتى الانتهاء من التحقيق الذي يجري حول ملابسات الاشتباكات التي شهدتها مدينة عتق مركز محافظة شبوة بين عناصر من قوات الأمن الخاصة وقوات من اللواء الثاني دفاع شبوة وأسفرت عن مقتل جنديّيْن.
وأصدر محافظ شبوة السبت عددا من القرارات لمعالجة آثار المواجهات التي حدثت بين الفصيلين العسكريين، استنادا إلى نتائج لجنة التحقيق التي شكلها بتاريخ 19 يوليو 2022، نصت على إقالة العميد عبدربه لعكب، قائد قوات الأمن الخاصة، وقائد معسكر القوات الخاصة أحمد محمد حبيب درعان، ومنع ناصر الشريف، مدير مكتب القائد المقال، من دخول معسكر القوات الخاصة، وعدم التعامل معه إطلاقا.
وأشارت ديباجة القرار إلى قيام الضباط المفصولين المحسوبين على حزب الإصلاح بمنع نائب مدير عام شرطة المحافظة المكلف بمهمة قائد قوات الأمن الخاص العميد أحمد ناصر لحول من الدخول إلى المعسكر، وهو ما “يعتبر إعلان التمرد العسكري على قيادة المحافظة، وتمردا على قرارات اللجنة الأمنية”، بحسب ما جاء في البيان.
وردا على قرارات محافظ شبوة شنت منصات إعلامية تابعة لحزب الإصلاح هجوما على المحافظ العولقي ووصفت قراراته بغير الشرعية، في ظل معلومات عن تمرد مرتقب قد تقوم به القوات الخاصة التي تمثل الذراع العسكرية للإخوان في محافظة شبوة.
وتعليقا على القرارات التي اتخذها محافظ شبوة وما تلاها من تداعيات قال يعقوب السفياني، مدير مكتب مركز سوث24 للأخبار والدراسات في عدن، “كان من الطبيعي والمتوقع أن يتخذ محافظ شبوة عوض العولقي تلك القرارات لأن قيادة القوات الخاصة تمردت عمليا على قيادة شبوة ولم تسمح للقيادي الأمني المكلف بديلاً عن عبدربه لعكب، قائد القوات الخاصة، بدخول معسكر هذه القوات في رفض صريح وواضح لتعليمات المحافظ وتحد له”.
وأضاف “منذ البداية حاول محافظ شبوة إمساك العصا من الوسط وعدم اتخاذ موقف مسبق من أحداث عتق التي خلفت قتلى وجرحى، مع أنه كان يعلم أن قائد القوات الخاصة هو المتسبب في الاشتباكات لتجاوزه نقاط قوات دفاع شبوة في عتق بسيارات مدنية محملة بالجنود في خضم حملة لنزع السلاح في عتق تقوم بها قوات دفاع شبوة بتوجيهات من المحافظ”.
وعن الموقف المرتقب للقوات التابعة للإخوان من قرارات المحافظ قال السفياني “لا شك في أن محافظ شبوة لديه ضوء أخضر من المجلس الرئاسي لتنفيذ الإصلاحات الأمنية في المحافظة، وقيادة القوات الخاصة تعرف ذلك تماما، لن تجرؤ هذه القوات على إعلان تمردها، علاوة على أن معظم الأفراد والجنود من أبناء المحافظة وكانوا فقط ينفذون أوامر قيادتهم، وبعزل هذه القيادة نجح محافظ شبوة في حقن دماء شباب المحافظة”.
وحول السيناريوهات المتوقعة تابع قائلا “أتوقع أن رد إخوان اليمن على تقليم أظافرهم في شبوة الغنية بالغاز لن يكون مباشرا أو عبر تمرد واضح، وإنما سيكون عبر الأدوات والطرق التقليدية، ستعود عمليات تفجير أنابيب الغاز والنفط مجددا وستكثر العمليات التخريبية في الإدارات والمنشآت، وربما في حالات أكثر تطرفا ستعود العبوات الناسفة والاغتيالات، ولأجل هذا قد يتعاون الإخوان مع أي قوى متشددة ومتطرفة”.
وتمت إقالة المحافظ الإخواني بن عديو في أعقاب سيطرة الميليشيات الحوثية على أربع مديريات في شبوة دون مقاومة تذكر، قبل أن تستعيد قوات العمالقة الجنوبية المديريات الأربع ويتم تعيين العولقي محافظا جديدا لشبوة.
وشهدت المحافظة بُعيْد تعيين العولقي موجة من عمليات التخريب التي استهدفت المرافق العامة وخطوط الكهرباء وأنابيب نقل النفط والغاز، إلى جانب تعرض ميناء بلحاف لتصدير الغاز إلى هجمات متفرقة بقذائف الهاون.
واعتبر مراقبون أن حالة الفوضى الأمنية التي شهدتها محافظة شبوة في أعقاب إقالة المحافظ الإخواني محمد بن عديو والتمرد على قرارات المحافظ الجديد، إضافة إلى الحملات الإعلامية التي تستهدف عوض العولقي، جزء من مقاومة إخوان اليمن لعملية التغيير التي يقوم بها مجلس القيادة الرئاسي والتي يعتبر الإخوان أنها تستهدف نفوذهم.
وفي تصريح لـ”العرب” أشار الباحث السياسي اليمني سعيد بكران إلى أن تنظيم الإخوان مازال يعاني من حالة الارتباك وعدم الفهم وغياب الوعي بنتائج سيطرته واختطافه لشرعية الدولة خلال السنوات العشر الماضية، مؤكدا أن “الفشل وتشتيت القوى الوطنية وحرف بوصلة المعركة باتجاه الفساد وعدم الكفاءة… كل ذلك محصلة عشر سنوات سوداء”.